تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بازار إرهابي

شؤون سياسية
الجمعة 6-2-2009م
هيثم صالح

يبدو أن الدعاية الانتخابية الدموية التي نفذها حكام الكيان الصهيوني الارهابي على أرض غزة طيلة اثنين وعشرين يوماً لم تكن فاعلة بما يكفي لكسب أصوات الشارع الصهيوني الذي يزداد يوماً بعد يوم تعطشاً لدماء الفلسطينيين أطفالاً ونساء وشيوخاً.

فاستمرار هؤلاء بتصعيد تهديداتهم العدوانية ورفع وتيرة بازارهم الارهابي بعنوانه الوحيد المتمثل بضرب الشعب الفلسطيني وقتله وتدميره يؤكد حقيقتين واضحتين وضوح الشمس مهما تغافل عنهما أو أغفلهما البعض عرباً وغرباً.‏

الحقيقة الأولى هي الإقرار بفشل العدوان الصهيوني وعجزه عن كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإصراره على المقاومة رغم المجزرة الرهيبة التي ارتكبت وطالت كل شيء وما تصريح وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك الذي قال فيه: «إذا تبين لنا أن علينا توجيه ضربة أخرى أقوى فإنها ستأتي في الوقت المناسب» إلا تأكيد لذلك وهو نفسه ما أكدته وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني بقولها: «إنه يجب ضرب حركة حماس بقسوة وإلا سيختل توازن الردع الذي أقيم خلال العملية».‏

ولم يكن ينقص هذين الأخيرين اللذين شاركا مباشرة في العدوان سوى الارهابي المتطرف نتنياهو الذي بدوره أكد فشل العدوان حين قال أيضاً: «سنتحرك بشكل يؤدي الى سقوط حماس والى إنهاء تهديد الصواريخ».‏

وأما الحقيقة الثانية فقد تجلت بمدى العنصرية التي تعتمل في قلوب الصهاينة لدرجة أنهم لا يرون حلاً لمشكلة الاحتلال والحصار سوى الاجرام والقتل وإلغاء الآخر وتدميره وإن حديثهم عن السلام ما هو إلا محض افتراءات يسوقونها لتضليل الرأي العام العالمي وإيهامه بأنهم دعاة سلام وطلاب أمن وهم أبعد ما يكونون عن ذلك. إن تصعيد النبرة العدوانية لدى حكام الاحتلال والتهديد بمجازر جديدة أشد وأعنف وأكثر دموية ما كانت لتستمر لو لم تجد لها صدى وتجاوباً وتشجيعاً من بعض الذين يسمون أنفسهم عرباً معتدلين، فضلاً عن انقسام الصف الفلسطيني وانشغاله بقضايا هامشية وخلافات داخلية تستخدم ذريعة إضافية للاستمرار بحصار الشعب الفلسطيني وقتله ومصادرة حقوقه ومنع إعادة إعمار ما هدمه العدوان الغاشم.‏

ولذلك كله فإن التصدي لهذا التمادي في المزايدات الارهابية لحكام العدو يحتم على الفلسطينيين الاسراع بالمصالحة الوطنية ورأب الصدع وردم الخلافات بين فتح وحماس وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى إعادة إعمار القطاع والوقوف صفاً واحداً بوجه أي عدوان جديد ،كما أن المطلوب من العرب الالتفاف مجدداً حول قضية فلسطين التي كانت ولا تزال قضيتهم المركزية وإحياء التضامن والعمل العربي المشترك وتوجيه جهودهم كلها لتحقيق السلام العادل والشامل وفق ما تمليه الأعراف والقوانين الدولية وبما يكفل عودة كامل الحقوق العربية دون نقصان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 هيثم صالح
هيثم صالح

القراءات: 740
القراءات: 807
القراءات: 839
القراءات: 766
القراءات: 885
القراءات: 846
القراءات: 816
القراءات: 837
القراءات: 879
القراءات: 913
القراءات: 920
القراءات: 1229
القراءات: 956
القراءات: 1027
القراءات: 1020
القراءات: 969
القراءات: 1003
القراءات: 999
القراءات: 1041
القراءات: 1121
القراءات: 1096
القراءات: 1140
القراءات: 1018
القراءات: 1099
القراءات: 1167

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية