ولأن سفينة «الأخوة» تحمل على متنها متضامنين يمثلون رموزاً اعلامية ودينية وثقافية لها دلالاتها العميقة ومعانيها البارزة فقد اصابت حكام إسرائيل بـ «الهستيريا» وهم يتابعون خط سيرها في مياه المتوسط.
فمطران القدس في المنفى وفريق «الجزيرة» الاعلامي والشيخ داوود مصطفى والشيخ صلاح الدين العلايلي، وغيرهم كثيرون، باتت تخشاهم اسرائيل وتثير أسماؤهم ومسمياتهم الرعب والخشية من نقل الحقيقة والتذكير بكل سياسات «الترانسفير» والطرد والنفي والتهجير والقتل وطمس عروبة فلسطين وعاصمتها على مر العقود.
لكن أكثر مايثير الاشمئزاز والاستهجان ليس فقط اقتياد السفينة إلى ميناء اشدود واعتقال طاقمها والاعتداء عليهم, بل الرسالة اللاسلكية التي ارسلوها الى القبطان قبل محاصرتها وفيها «انتم تخالفون القانون الدولي»!!
مجرمو الحرب الذين قتلوا للتو - وبدم بارد - آلاف الاطفال والنساء والشيوخ في غزة، والذين سحقت دباباتهم الجرحى وهم ينزفون حتى الموت دون اي رادع اخلاقي، والذين اطلقوا الرصاص على أسير فلسطيني وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين امام عدسات المصورين، وداسوا على اتفاقيات جنيف، وتفوقوا على النازية والفاشية في جرائمهم.. هؤلاء يتحدثون عن «القانون الدولي» وعن مخالفته ، ولمن ؟!! لبضعة نشطاء يحملون الدواء والغذاء ولايملكون إلا عبارات التضامن لإخوتهم.
إنها أم المفارقات, من كيان لاينسجم الا مع الارهاب, ومن مجتمع دولي لايستطيع ان يحاسبه, ولاحتى ان يدافع عن مثل هؤلاء النشطاء المسالمين, ويبقى الامل فقط بشرفاء العالم ليتكاتفوا بوجه الطغيان الصهيوني حتى يدرك القراصنة أن اعتقال سفن الاغاثة لن ينهك عزيمة الغزاويين ولن يزيدهم الا تمسكاً والتفافاً حول مقاومتهم!!