وبعد ان حافظت على وجود رئيس ائتلاف الدوحة, وبعد ان قدمت مواطناً اميركياً ونصبته رئيساً لحكومة انتقالية مفترضة ومزعومة, لتملأ المقعد الشاغر في جلسة القمة العربية الحالية, كل هذا يتم وفقاً لقرارات دولة قطر بعد ان غدت القائد والمحرك للحكومات العربية كلها في جامعة الدول العربية, تلك المؤسسة التي لم تعد تحمل من العروبة غير الاسم الذي لا يعبر عن جوهرها, ولا من الجامعة معناها, موظفة لذلك اموال النفط الكبيرة, وتحولها الى حسابات الحكام بدلاً من توظيفها في خدمة الشعب العربي.
مع وجود اعتراضات من العراق مضى القرار نحو التنفيذ استكمالاً للمخطط المرسوم مسبقاً والذي يجري تنفيذه منذ بداية الازمة في سورية سعياً لاسقاط النظام كمقدمة لتدمير سورية وتقتيل شعبها واسقاط النموذج الافرد في العيش المشترك والتعاون الوطني والحفاظ على السيادة والتمسك بالحقوق التاريخية للامة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي كانت وستبقى المحدد الاساس لسياسة سورية مهما تكالبت عليها المشكلات وان تخلى بعض العرب عن دورهم التاريخي في الحفاظ على حقوق الامة.
ولئن مضت دولة قطر ومن خلفها مؤيدوها المأمورون, فإن سورية مستمرة في تنفيذ مشروعها الاصلاحي بغض النظر عن كل محاولات الضغط والتآمر وكل عمليات القتل والتدمير بنجاح مؤكد سيفضي الى مؤتمر حوار بين جميع الاطراف والقوى المؤمنة ببناء سورية حديثة وقوية ومتقدمة يتشارك فيها كل ابناء الشعب على قدم المساواة في الحقوق والواجبات مع رفض كامل لاستخدام السلاح ورفض التدخل الخارجي او التبعية للاجنبي.
والحقيقة ان دولة قطر قد حولت جامعة الدول العربية الى هيكل لا معنى له, في حين ارتضت الحكومات العربية لنفسها ان تسير في هذا المسار الخاوي متنازلة عن قراراتها السيادية وهيبتها الرسمية, ومتجاهلة حجمها الحقيقي مرتضية لكياناتها قبول المخالفات القانونية مقابل المال القطري الفاسد الذي لم يجلب إلا الويلات على عموم العرب والمنطقة.