تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليرتنا السورية ..ودولارهم الأميركي !!

منطقة حرة
الخميس 28-3-2013
هيثم يحيى محمد

أثار ارتفاع سعر صرف الدولار منتصف الأسبوع الماضي ردود فعل عديدة عند المتخصصين والمهتمين والمتابعين والمسؤولين ..

وجعل المواطنين يعيشون قلقاً كبيراً وصل الى مرحلة الخوف عند نسبة غير قليلة منهم وخاصة أنه ترافق مع ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية في أسواقنا.‏

هذا الارتفاع غير المسبوق ، له أسباب ذاتية تتعلق بالقائمين على السياسة النقدية والمصرفية والقرارات والإجراءات المتخذة من قبلهم .. إضافة لمضاربات تجار العملة .. وأسباب موضوعية تتعلق بالحرب الكونية التي نتعرض لها وبالحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة علينا وبتراجع الانتاج الوطني كثيراً ...‏

الحكومة وعبر اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الوضع الاقتصادي في ظل تداعيات الأزمة ومجلس النقد والتسليف والمصرف المركزي تحاول جاهدة الحد من ارتفاع سعر صرف الدولار وتراجع قيمة الليرة السورية عبر بعض الإجراءات والقرارات المتخذة فقد نجحت أحياناً ولم تنجح معظم الأحيان لأسباب مختلفة لامجال للخوض فيها الآن .‏

وبالمقابل نجد أن قسماً من أصحاب الفعاليات الاقتصادية وتجار العملة وأصحاب شركات الصرافة والمواطنين الذين يملكون مدخرات مالية بالليرة السورية لعبوا دوراً سلبياً من خلال انخراط معظمهم في عمليات الاتجار والمضاربة والطلب المتزايد على الدولار وتحويل مدخراتهم إلى دولار بحجة الخوف والخسائر التي قد تلحق بهم لاحقاً كلما ارتفع سعر صرف الدولار ..!‏

تحذير الحاكم من لجوء المواطنين إلى عملية تبديل الليرة بالدولار باعتباره سيساهم في زيادة الطلب عليه ومن ثم إلى رفع سعره وتدهور قيمة الليرة وضرب الاقتصاد الوطني ، ومثل هذا الوضع ستكون له منعكسات خطيرة على معيشة المواطن وعلى قدرته الشرائية وعلى الوطن بشكل عام ... إلخ .‏

ونحن مع الحاكم في تحذيره هذا ومع ما ذهب إليه من أن من يراهن على انهيار عملتنا الوطنية ويضارب في السوق مجرم مثله مثل حامل السلاح بذات الصفة والدرجة ، فذاك يقتل الإنسان وهذا يقتل الاقتصاد الوطني .. ونضيف : إن كل من يهرع إلى استبدال مدخراته من الليرة السورية بالدولار الأميركي يرتكب جريمة أخلاقية وقانونية ووطنية بحق الوطن والشعب السوري مجتمعاً ،لأن هذا الإجراء الذي يظن القائم به أنه يحقق له خلاصاً فردياً سيساهم مساهمة كبيرة في تدهور قيمة العملة الوطنية (الليرة) وقد يؤدي إلى انهيارها لاحقاً ، ومن ثم إلى ضرب الاقتصاد الوطني وبالمحصلة إلى إلحاق أفدح الأضرار بهم أنفسهم وبكل أبناء سورية دون استثناء ، وطبعاً هذا ما يريده أعداء سورية الذين يشنون الحرب عليها منذ أكثر من سنتين والذين أذهلهم صمودها وصمود عملتها واقتصادها واستمرار الدولة في تأمين كل متطلبات وحاجيات شعبها من الدواء والغذاء والمحروقات والمواد الأخرى رغم الحصار المفروض عليها ورغم العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها وتتخذها بحقها تباعاً الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الإقليمية والعربية !‏

ونقول أيضاً لكل من يهاجم وينتقد السياسة النقدية المتبعة وقرارات وإجراءات المصرف المركزي (الغامضة ) وما أكثرهم من المتخصصين والمواطنين .. إن هذا الهجوم وهذا الانتقاد لا يبرر لأي كان استبدال مدخراته من الليرة بالدولار .. كما أن الخوف الذي يشعر به البعض جراء استمرار الأحداث وما يرافقها من حرب نفسية وإعلامية وسياسية لا يبرر لأحد الإقدام على خطوات تؤدي إلى حرق نفسه وحرق من حوله .‏

لكل ما تقدم وغيره نطالب الحكومة والمصرف المركزي بالمزيد من الإجراءات التي توقف استنزاف قطعنا الأجنبي وتحد من ارتفاع سعر صرف الدولار وتعيده إلى وضعه الاقتصادي الطبيعي ، وبالتوازي نطالب المواطن العادي والمواطن ( الاقتصادي ) الابتعاد بشكل مطلق عن ارتكاب ( الجريمة ) التي تحدثنا عنها والمتمثلة بتحويل مدخراتهم من الليرة السورية الى الدولار الأميركي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  هيثم يحيى محمد
هيثم يحيى محمد

القراءات: 689
القراءات: 700
القراءات: 660
القراءات: 679
القراءات: 556
القراءات: 702
القراءات: 730
القراءات: 685
القراءات: 690
القراءات: 690
القراءات: 696
القراءات: 750
القراءات: 741
القراءات: 746
القراءات: 646
القراءات: 741
القراءات: 699
القراءات: 759
القراءات: 668
القراءات: 587
القراءات: 731
القراءات: 793
القراءات: 893
القراءات: 822
القراءات: 666

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية