تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاقتراض... الديون.. المديونية

الافتتاحية
الأربعاء 26-8-2009م
بقلم : رئيس التحرير - أسعد عبود

نوه السيد رئيس مجلس الوزراء في لقائه مع الإعلاميين في الزميلة «البعث» بالموقع المتميز لسورية من ناحية الديون الخارجية،

ولا سيما بعد حل مشكلة ديون الاتحاد السوفييتي التي ورثتها بشكل طبيعي جمهورية روسيا الاتحادية، وأشار المهندس عطري إلى أن مصارف عالمية وبيوتات مالية أعلنت عن استعدادها لإقراض سورية نظراً لتوازن وضعها من ناحية الدين الخارجي الذي يكاد يكون سُوي بالكامل.. وظهر من الحديث أننا نتريث قبل أن نقترض..‏

التريث ضرورة.. والاقتراض مشروط بالتأكيد...‏

لكن..‏

لا التريث الضروري ولا الشروط الصحيحة على عملية الاقتراض يعني إبعاد التفكير فيه.. الاقتراض بالمحصلة هو مال يوضع تحت تصرف الجهة المقترضة لتوظفه بالشكل الذي يناسبها وبما يضمن جدوى هذا التوظيف.. وبالتالي هو استثمار حقيقي تحدد إدارته من قبل المقترض وهو هنا الدولة.. ثم.. من قال إن الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية التي نسعى جاهدين لاستقطابها ليست قروضاً ممنوحة لهؤلاء المستثمرين؟!‏

يعني العبرة ليست في مصدر المال.. بل في توظيفه..‏

فالمشروع الاستثماري المدروس بدقة، المتأكد من جدواه يُقترض له دون تردد.. وبالأصل يدخل في دراسة الجدوى لهذا المشروع تغطية التكلفة الكاملة، بما فيها خدمة الدين.. فأين المشكلة؟!‏

سأربط أمرين ببعضهما..‏

1-استثمارات الدولة..‏

2-الاقتراض أو تمويل هذه الاستثمارات بقروض..‏

وأرى أنها فرصة لتعزيز البنية التحتية والمشاريع الاستثمارية بأشكالها المتعددة التي تنفذها الجهات الحكومية أو تشارك فيها أو تشرف عليها..جهاز الدولة الرسمي عندنا بكوادره الفنية والآلية والبشرية غير جاهز للتقاعد.. أبداً.. تقاعده الآن سينتج العديد من المشكلات منها: أنه ليس ثمة قطاع خاص قادر على تغطية المهمة التي ظلت الدولة تقوم بها حتى اليوم..‏

صحيح تماماً أن مشاريع الدولة بالنتائج التي وصلتها لا تشجع على المتابعة والاقتراض لمصلحتها.. لكن.. هذا لايعني أبداً انعدام الفرصة لخطوة أخرى جادة ومدروسة ومفيدة.. والأهم من ذلك ضرورية... ويمكننا أن نتعامل مع الحالة على أساس ما نوه إليه السيد رئيس مجلس الوزراء في اللقاء، من حيث إننا نواجه مشكلات ولا نواجه أزمات.. وبالتالي لكل مشكلة حل.. والمشكلة التي أفرزتها مشاريع الدولة واستثماراتها وتوظيفاتها لها حل..‏

بوضوح أقول: ليس بالضرورة أن تواجه مشاريع الدولة واستثماراتها ما واجهته سابقاتها.. ويمكن الاستفادة مما مضى لبناء جديد كأسلوب وأداء.. وليس من المستحيل قراءة جدوى المشاريع مسبقاً كما ليس من المستحيل أن يوفر لها كادرها القيادي الإداري والفني بعيداً عن التقييمات المزاجية المحابية.‏

لا أستهين بإمكانية توفير هذا الكادر القيادي... لكنني أنقل انطباعاً عاماً لدى معظم المتابعين يقول: إن مثل هذا الكادر موجود ويحتاج لمن يكتشفه وقد يكون أقرب بكثير إلى عالم المشروع ومنطقه من التنقيب في البوادي والمسافات البعيدة..‏

بكل الأحوال أقول:‏

نربط ربطاً كلياً بين الاقتراض لخدمة مشروع وبين كفاءة هذا المشروع وقيادته.. فإن استطاع أن يسدد تكلفته بما فيها خدمة القرض يمكن الإقدام عليه مهما ضاق هامش الربح.. وبكل الحالات نحتاج الكفاءة فعلاً ثم حسن النيات..‏

الدين ليس أبداً خرقاً في الاقتصاد... إنما المديونية هي الخرق.. والفرق بين الاثنين كبير..‏

الدين هو الاقتراض لخدمة مشروع، وسيكون مجزياً بقدر ما هو المشروع مجز.. وبالتالي ستكون العلة في المشروع فكرة ودراسة وإدارة وكوادر.. فما ذنب الدين؟!.‏

أما المديونية فهي الاقتراض لخدمة الدين وهي حالة تفاقم لديون تمت دون دراسة دقيقة لتوظيفها في مشاريع قادرة على خدمتها..‏

اعقلها وتوكل..‏

لكن..‏

من يعقلها؟!‏

ذاك هو السؤال الذي بالدين أو «بالفائظ» لا بد من الإجابة عليه. a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

وفيق عدس بحامض ، القابون |    | 26/08/2009 12:06

مما لا شك فيه يا عم اسعد ان الدول القارضة دائما تبحث عن اسواق فقيرة واقل مديونية من اجل ايقاعها واغراقها بالديون.. وايضا من اجل التحكم بها والسيطرة عليها لاحقا . لنحافظ على هذه النعمة.. وهي ان سوريا اقل الدول مديونية للخارج . الاستثمار الخارجي شئ والديون الخارجية شئ اخر ، لانه عندما تنهار الاستثمارات لسبب ما ، فان المستثمر يتحمل الخسارة لوحده بحيث يلم حاجاته المتبقية ويرحل ، اما الدائن فانه سيطالب بديونه حتى نهاية الدهر ، لان الديون لا تسقط مع تقادم الزمن .في التاريخ الماضي الاغبر تم احتلال دول.. لعدم وفائها بديونها المستحقة .

نبيل طويشة |  twaisha@yahoo.com | 26/08/2009 13:36

اكيد المشكلة من يعقلها ؟؟؟؟؟

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 26/08/2009 13:46

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية : بالدين أو الفائظ لا بدّ من الإجابة عن السؤال ، وبهذا أقول : 1 - لنفترض أننا اقترضنا من أجل مشروع ري الدجلة ، فالعوائد المادية تأتي من (رسوم الري التي تتقاضاها الحكومة من المزارعين + هامش الربح من المحاصيل الاستراتيجية التي تشتريها الحكومة من انتاج المشروع) ، وبالتالي فالمطلوب دراسة دقيقة لهذين المصدرين حتى لا نقع بالعجز الذي تقع فيه مشاريع ري حوض الفرات (لا يعقل أن يكون رسم الري بحدود 40 بالمائة من الكلفة ، وهذه الدراسة قمت بها بداية تسعينات القرن الماضي ويفترض أن تكون محفوظة في سجلات مؤسسة حوض الفرات) ؛ 2 - لنفترض مرّة أخرى أننا اقترضنا لمشروع توليد الكهرباء ، فالعوائد هي من بيع الكهرباء للمواطنين ، والسؤال : لماذا تربح شركات الكهرباء في دول كثيرة ، وعندنا تخسر ؟ أليس السبب في السرقات والتعديات التي تحصل لشبكاتنا الكهربائية وعلى مرأى الرقيب ؟!

فاطمة |  fatimabsb39@gmail.com | 26/03/2010 12:41

هل يمكن ان تكون اسباب المديونية هي نتائج الازمات المالية ما هي المديونية و ما النتائج المترتبة عليها

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 763
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية