ولأنهما تعبران عن اتجاهين مختلفين ومتناقضين أيضاً بين أعضاء الائتلاف ثانياً, وثالثاً لأنهما كما يبدو وردتا بالتوافق والتلفيق والتطبيق وليس بالفهم والاقتناع, أي لاسترضاء هذا وذاك من الاتجاهات في ائتلافكم وليس لجدية مطالبتكم بهما فيه!
المطالبة الأولى أن الائتلاف إياه يدعو العالم, وبالذات الدول أصدقاء الائتلاف, إلى تزويد فصائل المعارضة المسلحة بأسلحة نوعية يسمونها كاسرة للتوازن -حسب تعبيراتهم- كي يتمكن الائتلاف من «فرض» الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في سورية.
المطالبة الثانية أن الائتلاف إياه يدعو العالم أيضاً إلى «فرض» الحل السياسي في سورية, ودون أن يشرح الناطقون باسمه ما يقصدونه بالحل السياسي مع أنهم يشرحون عادة ما يقصدونه بـ «الفرض»!
فإذا كنتم مقاتلون وتؤمنون أن القتال والتخريب يوصلكم إلى ما تطمعون فيه.. وهذا حالكم الحقيقي منذ ثلاث سنوات على الأقل, فما حاجتكم إلى حلول سياسية، ينبغي بالبداهة المطلقة, أن تقدموا فيها تنازلات ترفضون عادة تقديمها؟ وإذا كنتم سلميين حقاً وتتطلعون إلى إشاعة السلام في سورية ولو فرضاً كما تدعون... فما حاجتكم إلى السلاح «الكاسر للتوازن», وأنتم تعلمون أن فرصة الحل السياسي واردة منذ زمن بعيد وبنسبة لا تحلمون بها؟
ومع ان المطالبتين في واقع الأمر هما مطالبة واحدة, أي تسول السلاح لأجل الحرب من جهة ثم المطالبة بـ «فرض» الحل السياسي الذي يعني في معناه الأخير الحرب أيضاً, إلا أن ورودهما في بيان واحد وكتابتهما بعشرات الأقلام.. لا ينطوي على سوء فهم أو تقدير, ولا على سوء استعمال الكلمات والتعبيرات, ولا حتى على حسن نيات أو سوئها.. فهي سيئة أصلاً! بل ينطوي على تعدد الجهات الدولية والإقليمية والخليجية التي صاغت البيان عبر أقلامها وممثليها في الائتلاف!!
ثلاث سنوات من القتل والتخريب والتدمير لم تعلمكم صوغ بيان سياسي واحد متوازن ومقنع تقتنعون أنتم أنفسكم به أولاً.. فكم سنة.. أو بالأحرى كم دهراً تحتاجون لإقناع السوريين بكم؟؟