وهذا السؤال تتبعه استفسارات طويلة تكاد لا تنتهي عن مصير الأمة ومصير هؤلاء المتآمرين على سورية إذا حدث شيء يهدد جغرافيتها السياسية والاجتماعية؟
مع الأسف وخلافاً للمنطق والوعي والتاريخ الذي يسجل لسورية دورها المحوري في الحفاظ على «الموروثة العربية- الإسلامية»،أي بقاء واستمرار العنصر العربي والوقوف السوري الدائم مع كل الدول والشعوب العربية في اللحظات والمواقف الصعبة، نجد بعض مدعي العروبة وحاملي راية الإسلام الذين يتكئون على العامل العروبي يضعون أياديهم الملوثة بدولارات النفط وقذارات الغرب في أيدي أعداء الأمة وليس سورية فحسب، وأي نجاح يحققونه في هذا الفضاء العروبي الإسلامي الثقافي سيدق إسفيناً ثقيلاً بين هذه المقومات الثلاثة، ومن ثم سيكون الوجود العربي بكل تفاصيله عرضة للاندثار على حساب انتشار وتوسع العنصر الصهيوني وأدواته. إن إصرار بعض المعربين بصب جام حقدهم على سورية، بينما قادة المؤامرة يتراجعون ويدعون إلى الحل السياسي في الذكرى الثانية للحرب الكونية على الشعب السوري له تفسيران لا ثالث لهما.
الأول: يندرج في إطار التكليف الغربي الأميركي لهؤلاء المعربين باستمرار استنزاف سورية حتى الرمق الأخير خدمة لإسرائيل.
والثاني -وهو الأرجح- ويتمثل بالخوف والقلق من دفع فاتورة انتصار سورية، وهنا يفعل الغباء والجهل الذي يحتكره هؤلاء المعربون فعله، حيث يدفعهم إلى الاعتقاد الواهم بإمكانية تحقيق ما عجزت عنه دول الاستعمار القديم والجديد بالقيادة الأميركية- الصهيونية.
وفي كلتا الحالتين يستفيد أعداء الأمة وسورية من ذلك، وبالوقت ذاته تتعمق أزمة «المعربين» ويزداد قلقهم مع الانهيار الذي بدأ يتمدد في أوساط مرتزقتهم على الأرض، ولن يتوقف على الإطلاق عند حدود الأرض السورية المقدسة، وفي الأيام القادمات ستهتز أرض الرمال وناطحات السحاب ومنابع النفط وخزنات الدولار الأسود.
وفي الذكرى الثانية للحرب الكونية على سورية هناك حقائق لا يمكن تجاهلها، أو عدم رؤية مفاعيلها على الأرض، وهي أن سورية تحضر لمراسم الاحتفال بالانتصار الكبير على أعداء الأمة، وعلى أعداء الحضارة العربية السورية، الذين أخفقوا في تحقيق معظم أهدافهم، وعلى رأسها النيل من شموخ وكرامة وعزة الشعب السوري، الذي لم يبخل طوال العامين الماضيين عن تقديم أعز ما يملك للحفاظ على وطنه السوري وحضارته وقيمه التي كانت في صلب أهداف محور العدوان الكوني.
إن ما تفعله بعض مشيخات النفط، ومن لف لفيفها ومرتزقتهم على الأرض السورية هذه الأيام ينطبق عليه وصف «الرمق الأخير»، فهم يلفظون أنفاسهم ومهما فعلوا وارتكبوا من جرائم فلا يمكنهم إخفاء حقيقة التحضيرات الجارية على قدم وساق لاحتفال سورية وشعبها وأصدقائهم بالانتصار العظيم.. والمشهد يكتمل بسرعة وبريق الإعلان يشتد بسرعة.