بحيث ابتدأ سنويا ليتم التراجع عن هذا الانتظام السنوي فيغيب عاما ويحل عاما آخر بحيث يتناوب مع مهرجان دمشق المسرحي فيكون احدهما ضيف الثقافة كل عام ليعود مؤخرا الى دورته السنوية بما يعكس حضورا ثقافيا يمكن توظيفه في رفد الحضارة الانسانية بكثير من جوانب التعاون والتوافق بين الثقافات وخاصة ان المهرجان الحالي يتزامن مع احتفالية القدس كعاصمة للثقافة العربية فرضت حضورها في مهرجان بصرى الذي سيحتفي بالقدس من خلال الكثير من النشاطات.
وان كان هذا المهرجان قد حافظ على استمراره فإنه استطاع توسيع وتنويع اشكال انشطته وفعالياته عاما بعد آخر الى ان شمل المعارض التشكيلية ومهرجانا للشعر النبطي وسيركا للاطفال ومعرضا للخيول العربية الاصيلة وفوق هذا كله فقد نقل فعالياته خارج المسرح الروماني الكبير الى مدن ومناطق خارج بصرى الشام نفسها.
ولعل المهرجان قادر بفعالياته هذه على الوصول الى دائرة الفعل المؤثر في الثقافة الانسانية الامر الذي يضعنا امام مسؤوليات كبيرة اجدني مضطرا لطرح احد اشكال الاستفادة منها عبر تكريس مبدعينا ومفكرينا وفنانينا كمساهمين في الارث الحضاري ، والباعث على هذه الدعوة كان رحيل عدد من الفنانين السوريين خلال العام الماضي ارتبطوا بمدينة بصرى ابداعيا بصورة كبيرة فقد رحل الفنان التشكيلي مصطفى فتحي ( الطباع) وهو الدمشقي الذي امضى ردحاً من الزمن يجوب بصرى وجوارها يغوص في تراث المنطقة التاريخية قبل ان يتخذ مرسما طينيا له في غرب مدينة درعا.
كما رحل التشكيلي هيال ابازيد في قمة عطائه الذي ناف عن نصف قرن عكس خلاله حياة وانشطة الناس في هذه المنطقة وجاء رحيل الفنان الموسيقي علي الكفري صاعقا ومفاجئا فقد اختطفه الموت مبكرا قبل ان ينفذ بعضا من مشروعات احلامه.
وغيرهم رحل كثيرون في محافظاتنا لكنني استذكر بعضا ممن ارتبط بهذه المدينة العظيمة فحق لهم ان يكرموا من خلالها فليكن هذا العام مناسبة لتكريم احدهم كان يقام المعرض التشكيلي تحت عنوان تحية للفنان مصطفى فتحي ويكرم هيال ابازيد في العام القادم وبعده الكفري فتنحفر اسماؤهم في ذاكرة الاجيال وترسخ ابداعاتهم في الثقافات الزائرة والمشاركة ونؤسس لتقاليد ثقافية تحتفي بالمبدعين وتسبغ عليهم انواعا من التكريم او جزءا منها.