تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كل يوم تدمير مصنع جديد

الكنز
الأحد 17-3-2013
قاسم البريدي

أمر لا يمكن تفسيره أو فهمه على الإطلاق بكل لغات البشر وقواميسهم وأخلاقهم ألا وهو إحراق معمل أو ورشة صغيرة أو كبيرة وبشكل يومي في ريف دمشق ..وهذه كارثة انسانية ووطنية وأخلاقية وبيئية ..فأين ضمير العالم الحاقد على الشعب السوري؟!

ألا يكفي أننا خسرنا كامل منشآت الصناعية في محافظة حلب حرقا أو سرقة أو بحرمان العمال من الوصول إليها ..ألا يكفي حتى يأتي دور ريف دمشق؟‏

على طريق اتستراد دمشق-درعا نشاهد يومياً تلك المفارقة العجيبة التي لاتصدق مشهد لعشرات السيارات الشاحنة وهي تحمل أطنان المنتجات الصناعية والزراعية وتتحدى كل شيء وتؤكد أن الحياة لم تنقطع أبداً ولو للحظة واحدة ..وبذات الوقت مشهد على جانبي الطريق نفسه لحريق يصعد منه عامود ضخم من الشحوار الأسود أو الأبيض ليستمر لأيام وليال طويلة قبل أن يخمد ليكتشف الجميع أنه لإحدى المنشآت الخاصة التي تشغل مئات العمال والعاملات ..‏

وقبل أيام تم تدمير مطبعة بمليات الليرات يعيش من انتاجها نحو 500 عائلة عدا عمّا تقدمه من سلع يحتاجها السوق المحلية ويوم أول أمس الجمعة تم تدمير جانب من معمل جرابات يشغل نحو مئة عاملة ..وهذان مثالان ضمن سلسلة بدأت منذ أشهر تستهدف المنشآت الصناعية الخاصة بعد أن كانت سابقاً تقتصر على المنشآت الحكومية والسؤال : لماذا ومن يستفيد من هذا الدمار سوى الأعداء الحاقدين على هذا البلد والذين لايهمهم تطوره واستقلال قراره ورخاء شعبه..‏

بعد عامين من أزمة عنوانها تآمر العالم على الشعب السوري نسأل :لماذا نبقى نحن أدواتها الرخيصة ومتى يستيقظ الوعي لنوقف شلال الدم من خلال دور لكل واحد منا لأن المسألة لم تعد تقتصر على قتلنا وتدمير بيوتنا ومدارسنا بل وصلت حتى إلى تلك المنشآت التي تنتج لنا مانحتاجه في حياتنا اليومية والمعيشية .‏

والمطلوب وقفة واحدة لحماية باقي منشآتنا الصناعية من اعتداءات قادمة ومبرمجة ولابد من سرعة التواصل مع الصناعيين الذين تضررت منشآتهم لمساعدتهم على اصلاح خطوط إنتاجها وعودة العاملين اليها ونقلها إلى أماكن أكثر أمانا ..أما أن نبقى متفرجين إلى مالانهاية فتلك المصيبة الأكبر.‏

kassem58@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 1022
القراءات: 929
القراءات: 997
القراءات: 986
القراءات: 906
القراءات: 1005
القراءات: 942
القراءات: 932
القراءات: 955
القراءات: 964
القراءات: 951
القراءات: 947
القراءات: 3827
القراءات: 941
القراءات: 958
القراءات: 1016
القراءات: 995
القراءات: 948
القراءات: 964
القراءات: 1092
القراءات: 989
القراءات: 1576
القراءات: 1035
القراءات: 995
القراءات: 998

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية