ألا يكفي أننا خسرنا كامل منشآت الصناعية في محافظة حلب حرقا أو سرقة أو بحرمان العمال من الوصول إليها ..ألا يكفي حتى يأتي دور ريف دمشق؟
على طريق اتستراد دمشق-درعا نشاهد يومياً تلك المفارقة العجيبة التي لاتصدق مشهد لعشرات السيارات الشاحنة وهي تحمل أطنان المنتجات الصناعية والزراعية وتتحدى كل شيء وتؤكد أن الحياة لم تنقطع أبداً ولو للحظة واحدة ..وبذات الوقت مشهد على جانبي الطريق نفسه لحريق يصعد منه عامود ضخم من الشحوار الأسود أو الأبيض ليستمر لأيام وليال طويلة قبل أن يخمد ليكتشف الجميع أنه لإحدى المنشآت الخاصة التي تشغل مئات العمال والعاملات ..
وقبل أيام تم تدمير مطبعة بمليات الليرات يعيش من انتاجها نحو 500 عائلة عدا عمّا تقدمه من سلع يحتاجها السوق المحلية ويوم أول أمس الجمعة تم تدمير جانب من معمل جرابات يشغل نحو مئة عاملة ..وهذان مثالان ضمن سلسلة بدأت منذ أشهر تستهدف المنشآت الصناعية الخاصة بعد أن كانت سابقاً تقتصر على المنشآت الحكومية والسؤال : لماذا ومن يستفيد من هذا الدمار سوى الأعداء الحاقدين على هذا البلد والذين لايهمهم تطوره واستقلال قراره ورخاء شعبه..
بعد عامين من أزمة عنوانها تآمر العالم على الشعب السوري نسأل :لماذا نبقى نحن أدواتها الرخيصة ومتى يستيقظ الوعي لنوقف شلال الدم من خلال دور لكل واحد منا لأن المسألة لم تعد تقتصر على قتلنا وتدمير بيوتنا ومدارسنا بل وصلت حتى إلى تلك المنشآت التي تنتج لنا مانحتاجه في حياتنا اليومية والمعيشية .
والمطلوب وقفة واحدة لحماية باقي منشآتنا الصناعية من اعتداءات قادمة ومبرمجة ولابد من سرعة التواصل مع الصناعيين الذين تضررت منشآتهم لمساعدتهم على اصلاح خطوط إنتاجها وعودة العاملين اليها ونقلها إلى أماكن أكثر أمانا ..أما أن نبقى متفرجين إلى مالانهاية فتلك المصيبة الأكبر.
kassem58@gmail.com