ومن هذه المفارقات اليوم ما صرح به وزير الخارجية الأميركي جون كيري بضرورة وضع حد نهائي للأزمة في سورية بالتعاون مع روسيا وتأكيده على أهمية أن يكون اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية سارياً وقوياً كما قال حرفياً.
وأيضاً يقول كيري يجب أن تجتمع كل الأطراف بما فيها الحكومة السورية والدول الداعمة لـلمعارضة لبحث حل للأزمة، لكن الأسئلة التي تطرح نفسها على مثل هذه التصريحات الإعلامية متعددة ومتشعبة.
فأين هي الرغبة الأميركية بالحل عندما كانت إدارة أوباما تنسف الحوار السوري السوري وتفجر مؤتمرات جنيف حول الأزمة من الداخل؟ وأين هي الرغبة الأميركية بالحل السلمي والسياسي للأزمة عندما كانت تمد المتطرفين بكل أنواع الأسلحة وتحرك ما يسمى الجناح العسكري للحزب الكردستاني مرة وما يدعى قوات سورية الديمقراطية مرة أخرى لنشر فوضاها الهدامة؟.
إن الولايات المتحدة ومنذ اليوم الأول للأزمة لم تدخر جهداً إلا وبذلته ليس لإطفاء نارها بل لصب الزيت فوقها وهناك عشرات الأدلة والبراهين والأحداث والتصريحات التي تؤكد هذه الحقيقة.
وحتى عندما ادعت أميركا أنها تريد محاربة الإرهاب وأسست التحالف الدولي من أجل هذه الغاية رأيناها تناور وتكذب وتضلل فبدلاً من ضرب طائراتها لأرتال داعش المتطرف رأينا كيف تلقي بمظلات الأسلحة إلى عناصر التنظيم المذكور بحجة الخطأ المزعوم، وباختصار شديد فإن أميركا لا تزال تسوق الكذب!.
ahmadh@ureach.com