تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شهادات حسن السلوك

البقعة الساخنة
الثلاثاء 14-7-2009م
علي قاسم

بين الرضا الأميركي والغضب كانت المسافة الفاصلة هي ذاتها، بل في بعض تجلياتها كان الغضب الأميركي أشد رحمة وأكثر مدعاة للطمأنينة،

وهي صيغة برزت إلى العلن في سياق تداعيات التعاطي الأميركي المزري مع واقع العلاقات الدولية، وبدت الصيغ المتداعية للرضا والغضب وشهادات حسن السلوك توزع ذات اليمين وذات الشمال.‏

مع قدوم الإدارة الأميركية الجديدة تراجعت معايير التقييم الأميركي لمسألة الرضا والغضب، وكادت أن تغيب عن الخطاب الأميركي، وفي بعض الأحيان كان هناك ما يشبه الردة على كل ذلك السلوك الأسود الذي ظلل ثماني سنوات بائسة.‏

وذهب بعضهم إلى حد الاعتقاد أن الانقلاب على سلوك تلك الإدارة لن يتوقف عند حدود الاستبعاد المنظم للكثير من المفاهيم والمفردات، بل سيتعداه إلى الكف عن لغة التعالي في التعاطي مع الدول والشعوب، وستعمد اميركا إلى إعادة تنظيم حضورها ووجودها.‏

وساد هذا الاعتقاد لبعض الوقت مع الكثير من ملامح السلوك الجديدة، وقطعت إدارة أوباما خطوات فعلية في هذا الاتجاه، لكن حالة من الالتباس اعترته، حين واجهته بعض المعضلات وبدت بعض المواقف وكأنها ارتداد غير مفهوم عن السياق الذي قدمت نفسها به.‏

الأخطر أن العودة الأميركية إلى ذلك السياق جاءت عقب تراجعات عملية وفعلية عن الكثير من المواقف التي أطلقتها، وفي بعضها كانت قريبة من الانكسار ومنها ما استجد حول الاستيطان الإسرائيلي، والتسريبات الأخيرة عن مقايضات هنا وهناك‏

وحتى الرئيس أوباما لم ينج من ذلك اللغط حين عاد إلى استخدام بعض المفردات التي كان يتم تداولها من قبل الرئيس بوش ذاته، حول ما يرضي الإدارة الأميركية وما يغضبها، وعن التصرفات التي تراها مناسبة وتلك التي ترى فيها عكس ذلك.‏

ما يلفت الانتباه أن شهادة حسن السلوك الأميركي عادت إلى الظهور جنبا إلى جنب مع ذلك التراجع، وحتى في الكثير من الأحيان للتغطية على جوانب ذلك التراجع، لذلك لم يكن القبول الأميركي أو الرضا الأميركي مجرد تعبير سياسي أو فقط رسالة تشير إلى عودة أوباما إلى حاضنة المرحلة التي سبقت وصوله إلى البيت الأبيض، بل هي أيضا إشارة إلى أن الكثير مما طرحه يبقى مجرد طرح هش، وهو قابل للتبديل والتعديل مع أول سحابة تعترضه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية