| تســـاؤل غيـــــر بــــريء رؤيـــــــة أعتقد أننا نتفق إلى حد كبير مع خلاصة وصل إليها ذلك الأديب ولكن سأضيف هنا أشياء أخرى عبر عدد من المعطيات المؤكدة على الساحة العربية. لا يوجد أرشيف وطني بالمعنى القانوني والفني فيما عدا مصر وتونس والجزائر في العالم العربي مع أن مهمة هذا الأرشيف حفظ الوثائق التي باتت مصدراً رئيساً في الكتابات التاريخية. يؤكد رضا عوض أول مؤسس لرابطة أصحاب مكتبات سور الأزبكية في مصر وصاحب دار نشر أن صناعة النشر تعاني أزمات طاحنة لأسباب كثيرة منها أن 70٪ من الناشرين لا يسعون وراء الثقافة الجادة. ورد في تقرير التنمية الثقافية وهو الأول في العالم العربي 2008 أن عدد الكتب التي نشرت في الدول العربية الـ 22 عام 2007 كان حوالي 28 ألف كتاب، 65٪ منها كتب في الأديان والأدب والإنسانيات، أي هناك كتاب لكل 12 ألف مواطن عربي بلغ عدد الفضائيات العربية 482 فضائية تمثل القنوات الدينية 19٪ منها، والأغاني 18٪، أما قنوات الأدب والثقافة فنسبتها 4،8٪ . نحن بحاجة إلى تنمية ثقافية عربية حقيقية، لكن مشروع التنمية في العالم العربي متعثر أصلاً ولا جديد في هذا الطرح، فالتراجع يشكل سيد الموقف في كافة قطاعات التنمية ولاينفصل القطاع الثقافي عن ذلك الاجماع، تتطلب التنمية مشروعاً ثقافياً شاملاً ورؤية استراتيجية، ووضوح أبعاد مشروع التنمية في عقل صانع القرار. إن الفقر من أهم مثبطات الإبداع ومن عوامل تراجع الثقافة الجادة. هكذا رأى المهتمون وأنا أوافقهم الرأي، كذلك تراجع مساحات الحرية أو تخفيض سقوفها وهذا يحيلنا إلى التساؤل المحير حول الدجاجة والبيضة أيهما أسبق؟ هل تخلفنا بسبب الفقر وغياب الحرية، أم أن هذين سببا تخلفنا؟ ولا يبدو الوصول إلى إجابة مهماً هنا فالأمر الواقع الذي نعانيه هو التخلف وهو ما يجعل 46٪ ممن يستخدمون الانترنيت يقصدونها (للترفيه) وإنتاجنا كعرب من الكتب في مجال العلوم والمعارف المختلفة 15٪؟. suzani@ aloola.sy
|
|