أعتقد كان من اللازم أن نتوقف عنده، وهانحنُ نحاول أن نتوقف – ولو بعد حين – علَّنا نستطيع ملاقاة المشاكل التي تواجهنا بقوةٍ أكثر وبصراحةٍ أكبر، ونعرفُ جميعاً أننا كلما حاولنا تمويه الحقائق وتضليل أنفسنا وغيرنا، كلما ساهمنا بالابتعاد عن إيجاد السبيل إلى الحل، لأننا بذلك ندخل ضمن عاصفةٍ ضبابية لانعرف إلى أين يمكن أن تقودنا فالرؤية غير واضحة والاتكال على الله وحده وقتها .
وبالعودة إلى تصريح رئيس هيئة الاستثمار، فقد أشار منذ أيام في تصريحات صحفية إلى أنَّ هيئة الاستثمار السورية استطاعت على الأقل أن تلغي المتاجرة بقرارات التشميل ..!!
هذا التصريح الذي رأيتُ بأنه يحمل مايحمله من السخونة الناجمة عن كشف مدير الهيئة لحالة جديدة من حالات الفساد التي تدور حول محاور الاستثمار، وتقوم بثنيه عن قوة دفعه واندفاعه، وفوق ذلك الإعلان عنها من قبل شخصية رسمية معنية بالاستثمار حتى العظم.
نحن كنّا نسمع بحالات أخرى، حالات الترخيص الإداري مثلاً، وحالات اتخاذ قرارات ربما تكون استثنائية ولكنها تنسحب على المستثمرين وتخالف قوانين الاستثمار، كمنع تصدير منتجات تصنّعها شركات استثمارية على الرغم من أنَّ قرار التشميل كان يشترط قيام هذه الشركة بالتصدير، أما المتاجرة بقرارات التشميل فهذا فنٌّ جديد كان يشوب الحياة الاستثمارية، وإن كان شيء مريح الوصول إلى إلغاء هذه المتاجرة، التي تُشكّلُ صفحة بيضاء فعلاً لهيئة الاستثمار، فإن هذا الإلغاء من شأنه أن يحضنا إلى مزيد من الأمل في أن تصل الهيئة إلى مرحلةٍ تلغي فيه مختلف المشاكل والعقبات التي تواجه الاستثمار في سورية، والتركيز على هذه المسألة لم يعد قابلاً للتأجيل أمام – على الأقل – الطموحات التي تبنيها سورية على الاستثمار واستهدافاته، التي تحتاج إلى بذل الكثير من الجهود.
">Ali.gdeed@gmail.com