عليه كما هي غيرته عندما يتعلق الأمر بالدول العربية المناوئة للسياسات الأميركية.
ولعل المفارقة العجيبة في كل ما يجري أن تقوم مؤسسات العالم السياسية والحقوقية والإنسانية بإدانة هذا الكيان العنصري وفضح إرهابه المنظم وتوثق جرائمه بالصوت والصورة دون أن يكون هناك رد فعل مواز لذلك, بل إننا نرى تشجيعاً له على جرائمه وكأن تلك المنظمات لم تجرِ أي تحقيق ولم تقدم أي تقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، ولم تطالب بردع سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
ومن الأمثلة الصارخة لهذا المشهد المثير للاستغراب والاستهجان معاً أن تقوم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بإعداد تقرير يؤكد أن الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي يتعرضون لسوء معاملة منظم وممنهج ويحاكمون أمام محاكم عسكرية لا تحترم حقوقهم ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب وامتهان كرامتهم الإنسانية، ومع ذلك لم نرَ المنظمة الدولية ولا أمينها العام «بان كي مون» تأخذهما الحمية لعقد مؤتمرات صحفية تطالب بوضع حد لمثل هذه الانتهاكات ومحاسبة المجرمين على إرهابهم.
والمفارقة الأخرى أن الحقوقيين في المنظمة الدولية ظلوا صامتين لأن الأمر يتعلق بالكيان الاسرائيلي ولم يباشروا حملة إعلامية تفضح خرق القوانين الدولية كعادتهم تجاه دول أخرى فإلى متى هذا الصمت وتلك الازدواجية المقيتة؟!.