| بين ميليس..والإشاعات بيروت فيما زعماء الشعب العنيد يعيشون حرب الفنادق في نيويورك والبعض الآخر يناقش مستقبل الرئاسة على ناصية الإليزية.أما المحقق الألماني الهر ميليس الذي أعجبته البيرة في أوتيل مسابكي شتورة في طريق عودته من زيارته الأولى للشام فقد زاد الحماية على معقل المونتيفردي, وزادت دعسات لجنة التحقيق الناقصة على طريق التحقيق الوعر. تبدأ الأمور من شقة حي معوض, والاعتذار من صاحبها بعد سوقه, لأن أحدهم ضلل اللجنة ودلّها على الشقة الخطأ, ليزيد الشقاق بين الأشقاء المشقوقين أصلاً..لا بأس فجلَّ من لا يخطئ حتى ولو كان جهبوذاً دولياًً, ثم يستدعون سائق أحد الوزراء السابقين لأن مخبراً في قلبه غلّ, أخبر اللجنة أنه كان يقود شاحنة تشبه شاحنة الميتسوبيشي إياها, مع أن المحقق العدلي لأحد التلفزيونات أصرّ وكلّف محطته أموالاً طائلة ليثبت عكس ما قاله ميليس,مصرّاً على أن الانفجار الذي أودى بالرئيس الحريري جاء من تحت الأرض ولا ميتسوبيشي ولا من يحزنون. ثم اتُهم الجنرالات الأربعة, ولم يبق لهم من يكاتبهم حيث أنكر أصحابهم في النظام الأمني إياه حِنّة علاقتهم بهم وإترها, ونقلوا إلى سجن رومية ولم نعرف حتى الآن سوى أن مقنعاً مطلوساً بالغموض هو الشاهد الشبحيّ الوحيد,أضيفت إليه مزحة المجند السوري الفار الذي رُفع إلى عقيد في مكتب الجنرال حسن خليل شخصياً,والمتزوج من ضيعة مروان حمادة, فصار شاهداً عبر الفيديو, وطلع بائع أعشاب مزواج يبيع قصصاً ملفقة مثل أعشاب التنحيف..وحتى الآن لم يعتذر أحد وقلنا أن الخطأ يجوز فالجريمة كبيرة والكلام كثير وأصحاب الغايات الخاصة يمكنهم تضليل التحقيق لتنفيذ مآربهم. الأسبوع الفائت وبعد إشاعات عن حجم أموال فلكية في حسابات الجنرالات الأربعة, قررت لجنة التحقيق طلب رفع السرية المصرفية عن هذه الحسابات ومعها حسابات ضباط سوريين والنائب ناصر قنديل والصحافي شارل أيوب ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الياس المر..غريبة مو ? فاللبنانيون يعرفون أن أيوب سقط في النيابة لأن من كان يشارك في إدارة اللعبة ما أراد له النجاح وأنه هاجم التمديد للرئيس لحود, لكنه دافع عن تحقيق حيادي غير مغرض وعن سورية, وهو الذي كان فاعل الخير في آخر لقاء بين العميد رستم غزالة والشهيد الحريري.., يعني اقعد معوجاً واحكِ جالساً..أي إنهم يريدون الضغط على الرجل الذي قال أنه لا يملك في البنوك سوى أكثر من خمسة ملايين دولار ديون..وربما قال أكثر من هذا في مرحلة قادمة.. وطبعاً حتى الآن لا اعتذار. الاعتذار الوحيد كان من الوزير المر,وصهر رئيس الجمهورية,الذي يتابع علاجه في الخارج من آثار سيارة مفخخة كادت تودي بحياته, حيث يحق لنا التساؤل عمن(دحش) اسمه بين الأسماء, ثم بقدرة قادر التفتت اللجنة إلى الخطأ (المطبعي) واعتذرت منه.. احسبوا معي كم قشرة موز حتى الآن ? من دس اسم المر? لماذا الضغط على شارل أيوب? لماذا رفع السرية المصرفية عن ضباط سوريين وميليس لم يحقق معهم بعد? لماذا..لماذا,إنها الأسئلة التي تدور الآن والجواب عليها واحد, ?لماذا لم يصدر أي تكذيب علني من اللجنة أو تنديد بالحروب الإعلامية التي تضلل الرأي العام وتأخذه إلى مسارات يمكنها أن تجافي الحقيقة?. لا شيء مقدس في بلادنا, مع الأمم المتحدة أو مع غيرها, فمثلما يريد ميليس رؤية وجوه من يستجوبهم أريد أنا المواطن العادي رؤية الشهود ورؤية وجوه المتهمين وهم يدافعون عن أنفسهم وعندها سأصدق ما تراه عيناي اللتان ما تزالان في محجريهما. وتجربة بلادنا مع لجنة باتلر وأسلحة الدمار الشامل العراقية ومذبحة جنين والتقرير عن الجدار العنصري إلى محكمة لاهاي لا تبشر بالخير... كل هذا لا يعني أن هذه اللجنة سوف تلوي عنق تحقيقاتها, فمن الصعوبة بمكان ضمن أعداد المحققين الكبيرة أن تمر نظرية المؤامرة,التي لا أحبها أصلاً.لكن نحن شعب اكتوى من اللبن ولا نملك الوقت لننفخ على الحليب, خاصة أن ما يحصل زحطات..أليس كذلك أيها المحقق الدولي..عامِلنا كما عاملت لوفيغاروا ودير شبيغل واطرق البيوت من أبوابها حتى نقطع الشك.. باليقين.
|
|