والواضح أن أصحاب المنشآت الصناعية الذين ينتجون الصناعات الغذائية من مأكل وملبس ومشرب أو حتى الصناعات الكيميائية مثل المنظفات وسواها.
لم يكن يعنيهم المصير الذي ستؤول إليه مثل هذه النفايات والتي أسهمت وإلى حد كبير في توسيع مساحات التلوث وتهديد صحة وسلامة البشر, وربما لهذا السبب وسواه, فإن البلدان الصناعية كانت ومنذ الربع الأخير من القرن الماضي قد عالجت هذه المشكلة على طريقتها, وبلغة أدق ,هي لاتسمح بإحداث هذه المنشآت وتمتنع عن منح التراخيص لاصحابها, إلا في حال التقيد بشروط محددة, فهناك وثيقة رسمية يقوم الصناعي بالتوقيع عليها والموافقة على مضمونها, وهي تقتضي , في المسؤولية عن تتبع مسيرة تسويق العبوات والمننتجات منذ خروجها من المنشأة وشحنها واستهلاكها وصولا إلى المعالجة النهائية لها في المنشآت الخاصة بمعالجة النفايات.
ولأن تحقق مثل هذه الآليات من القضايا المتعذرة في بلدنا بسبب غياب الوعي البيئي وعدم هيكلة القطاع الصناعي بطرق سليمة, فإنه يتعين على وزارة الصناعة ومعها غرف الصناعة ووزارة الإدارة المحلية ومديريات البيئة, العمل على صوغ الخطط والبرامج للوصول إلى طرائق وأساليب تضمن معالجة هذه النفايات إذ يمكن ومن خلال تقديم بعض المزايا والتسهيلات تشجيع بعض المستثمرين ورجال الأعمال لتشييد منشآت من شأنها إعادة انتاج وتصنيع هذه النفايات. وخاصة أن الدروس المستقاة من الدول الصناعية تشير إلى أن إحداثها لايساعد فقط في الحفاظ على سلامة البيئة وإنما ايضا كسب أرباح وعائدات شبه فلكية.!
marwanj @ureach.com