تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لم يحن الوقت بعد..!!

السبت 22-3-2014
أحمد عرابي بعاج

لا يستطيع المتابع لتسارع الأحداث الفصل بين الملفات الدولية الساخنة وتفكيكها عن بعضها، فالتطورات المتسارعة في القرم، ومسألة الانضمام إلى روسيا باتت الآن الموضوع الأكثر تفاعلاً على الساحة الدولية.

ومع الانشغال بهذا الملف الساخن، لا ينسى اللاعب الأمريكي إرسال الرسائل الأخرى عبر قنوات كثيرة جاهزة لجعل الملفات جميعها مفتوحة وعلى الطاولة، فتصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية المستفزة حول الاستحقاقات الدستورية في سورية تدل على أن أمراً صدر للتصعيد السياسي للتشويش على مسار الانتصارات العسكرية الواضحة للجيش العربي السوري وإعادة السيطرة على آخر معاقل الإرهابيين في القلمون وبسرعة قياسية نتيجة التجهيز الجيد لمعركة يبرود.‏

ورسالة كيري التي وجهها بعد تعيين روبنشتاين خلفاً لروبرت فورد مبعوثاً خاصاً لسورية والتي تدل على لهجة التصعيد المتعمد من قبل الإدارة الأمريكية دليل آخر على ذلك التصعيد كما لا يمكن أن تنفصل تصريحات الموفد الدولي الإبراهيمي عن تلك الرسائل التي أرادت الولايات المتحدة أن توزعها على الأطراف التي لها علاقة بالأزمة في سورية, فهو يريد أن يستمر في عمله موفداً دولياً إلى آخر وقت متاح له من الناحية الفيزيولوجية فهو من أجل ذلك يتبرع بالتصريحات أو بالأحرى يبيعها لمن يدفع!‏

وهو عندما يتحدث عن جولة ثالثة في جنيف يقول أنها ضعيفة الحدوث ولكن ليست مستبعدة كلياً.‏

أما عندما يتحدث عن الاستحقاقات الدستورية في سورية يكون أكثر تحديداً ويقول إن ذلك يعقّد المفاوضات ويجعل المعارضة....كل المعارضة غير مهتمة بالتفاوض مع الدولة، وهو بهذه العبارة يحرض المعارضة التي يتحدث عنها بأن لا تقبل العودة إلى جنيف طالما أن هناك استحقاقات تجري في سورية.‏

فهل المطلوب حسب الأخضر الإبراهيمي وأسياده أن تتعطل الحياة الدستورية والسياسية وربما العسكرية أيضاً في سورية على أمل أن تعقد جولة أخرى في جنيف مع بعض معارضة مرتبطة بالخارج، إنهم يمثلون المعارضة, و هل رسالة السيد الإبراهيمي تطلب من الشعب السوري انتظار ما يمكن أن تنتج عنه مفاوضات جنيف لكي يحارب الإرهاب.‏

لقد أتحفنا السيد الإبراهيمي بتصريحات سابقة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تجاوز لحدود مهمته وسورية لا تتوقف كثيراً عند تلك الرسائل والتكهنات وسوف تتابع حياتها شبه الطبيعية وتحارب الإرهاب وتطّهر مدنها وقراها بعد أن طهرت قواتنا المسلحة أكثر الأماكن تواجداً للإرهابيين في القلمون وتستمر ....‏

وقد سمع الموفد الإبراهيمي كلاماً واضحاً في طهران حول الموضوع السوري وبأن الشعب السوري هو من يقرر ماذا يريد وعلى الأمم المتحدة أن تكون حيادية وهي رسالة للاتجاه الآخر وللأمم المتحدة تحديداً أي للسيد بان كي مون وللإبراهيمي ولمشغليهم فرغم تجاوز الأمم المتحدة للدور البناء لإيران نراها تذهب إلى طهران طالبةً العون على سورية وليس لسورية، وهي لن تجد بهذا المعنى ما تبحث عنه هناك كما لم تجده في موسكو وبكين وسواهم من دول يعرفون أن واشنطن وحلفاءها لا يريدون حل الأزمة في سورية بطريقة سلمية، وروسيا هي الأكثر خبرة بواشنطن وتعرف أنها تتهرب دائماً مما يتم الاتفاق عليه وأوكرانيا آخر مثال وقبل ذلك جنيف2.‏

وروسيا التي تعي ما تفعل توجه في اعترافها بجمهورية القرم وانضمامها إلى روسيا رسالة إلى واشنطن وحلفائها ولليمينيين الأوكرانيين أن اللعب مع روسيا له ثمن وثمن باهظ أيضاً، فهي تدافع عن وجودها ولن تسمح بما يمكن أن يهدد أمنها القومي على حدودها مباشرةً.‏

وستبقى سورية واثقة مما تفعل لا تلتفت إلى الخطابات الهوجاء والانحياز الفاضح للولايات المتحدة الأمريكية التي لن تقتنع بوجوب حل سياسي في سورية قبل أن تمر الصفقة مع الفلسطينيين, وبعد ذلك سنجد سياسات أخرى مختلفة ربما عما هي عليه الآن.‏

فالولايات المتحدة الأمريكية هي سيدة السياسة البراغماتية في العالم وهي تتصرف على أنه لم يحن وقت التسويات وستبقى تضع العراقيل تلو العراقيل إلى أن يحين الوقت بالنسبة لها على الأقل!!‏

فهل يحين بعد خراب العالم، وهي تشعل الجهات غرباً وشرقاً شمالاً وجنوباً؟!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2301
القراءات: 1739
القراءات: 1815
القراءات: 1856
القراءات: 2126
القراءات: 1986
القراءات: 1994
القراءات: 1937
القراءات: 2036
القراءات: 1998
القراءات: 2257
القراءات: 2099
القراءات: 2128
القراءات: 2129
القراءات: 2234
القراءات: 2282
القراءات: 2264
القراءات: 2410
القراءات: 2499
القراءات: 2346
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2451
القراءات: 2440
القراءات: 2538

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية