وبنفس الوقت تتعرف على المعروضات التي تنتشر على أرصفة الشوارع أينما وكيفما اتجهت, وفي بعض الأحيان يستوقفك السعر المتدني لبعض المواد وتبادر إلى شرائها من باب التوفير, وهذه المواد مختلفة الأشكال والأنواع فهي مغرية للوهلة الأولى, ولكن بعد فترة قصيرة من استخدامها تكتشف زيف جودتها.
هذا لا يعني أن كل ما يباع في الساحات وعلى الأرصفة لا يحمل الجودة ولا يكون صالحاً للاستعمال, ولكن يصدق القول إن التجارة شطارة وبإمكان أي بائع جوال أن يغير مكانه إذا شعر أن بضاعته منتهية الصلاحية أو بها عيوب تصنيعية وقد انكشف أمره, فينتقل إلى مكان آخر وهكذا.
لا بد من التذكير ومطالبة الجهات المعنية بضرورة المراقبة الفعالة لحركة الأسواق وتذبذب الأسعار وضبطها قدر الإمكان, وفوتيرة الأسعار تختلف من مكان لآخر, وهذا الأمر أصبح مألوفاً في المناسبات والأعياد, ويفترض أن تشدد المراقبة للتأكد من السلع ومدى مطابقتها للمواصفات وصولاً إلى السعر المعقول, فبعض الباعة يعتبرون أيام العيد فرصة مناسبة لاستغلال المستهلك بأشكال مختلفة خصوصاً أنهم على معرفة ودراية باضطرار الجميع للشراء في مثل هذه المناسبات وتضيع حدود الأسعار بين السلعة الجيدة والسيئة, ويبقى المستهلك يتخبط إلى أن يأخذ دور المساوم على الأسعار فيستخدم كل مهاراته لتخفيض سعر السلعة قدر المستطاع, خصوصاً أن أسعار الألبسة والحلويات تحمل هوامش للربح وهي كبيرة في أغلب الأحيان.
الأعياد وظاهرة الفرح لدى الأطفال ترتبط بذاكرتهم دائماً بألعاب العيد, المراجيح وألعاب أخرى ينتظرونها وكلهم شوق للتجمع بالساحات المخصصة لذلك, وما نريد أن نؤكد عليه أن هذه الألعاب تقام على عجل ولا بد من التشدد على الأمان فيها ومراقبتها, إضافة إلى ظاهرة الأحصنة التي تنتشر في الأعياد ويتم تأجيرها للصغار والمراهقين وما ينجم عنها من حوادث مؤذية عدا عن جموحها وعرقلتها للسير في أغلب الأحيان.
الملاحظ أنه يتم التأكيد في كل عيد على هذه المواضيع ولا نصل إلى نتيجة, وخصوصا استخدام المفرقعات التي تحولت إلى تسلية روتينية للأطفال ونعلم جميعاً مدى ضررها.
ونتساءل هنا عن كثرتها وطريقة دخولها? على كل حال هي تدخل عبر المنافذ الحدودية, وضبطها عبر هذه المنافذ هو الأجدى ويساهم في إبعاد شبح تواجدها في أسواقنا, والتشدد في منع استخدامها وتداولها إجراء لا بد منه من خلال عقوبات رادعة, وقمع كل من يتعامل بها أو يروج لها.
لا نشك بالجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية في مكافحة هذه الظاهرة السلبية, ولكن وجودها في أسواقنا يعني أن هناك نوعاً من الاستسهال في تداولها, والتي تتحول بأيدي أطفالنا إلى أدوات تسبب تشوهات وحروقاً وخصوصاً أننا نستعد للعيد وهذا يعني تزايد استخدامها وكثرتها.
حتى لا نلقي اللوم دائماً على الجهات المختصة المعنية بمنع دخولها ومراقبة وضبط هذه الحالة, فإننا لا نعفي الأسرة من تحمل جزء من المسؤولية لأنها تلعب دوراً مهماً ورادعاً في إنهاء هذه الظاهرة عبر المراقبة الصارمة لأطفالهم وتوعيتهم باستمرار لأخطار مثل هذه الألعاب وما تسببه من أذى حقيقي والأمثلة كثيرة بهذا الإطار.
أخيراً نتمنى أن يستمتع الجميع بأجواء العيد وكل عام وأنتم بخير.