وأن يدس أنفه في أدق تفاصيل المشهد وأن تقدم رؤيتها وتصوراتها بما يخدم أهدافها الاستراتيجية ومخططات حليفتها العنصرية إسرائيل.
فكيري- وكعادة المسؤولين الأميركيين- سمح لنفسه أن يتدخل في شؤون مصر الداخلية وأن يقدم تصوراته للانتخابات البرلمانية القادمة، فوزع تمنياته على البعض وتعليماته على البعض الآخر وضغوطه على فريق آخر من أجل خوض الانتخابات أو عدم خوضها وكأنه يزور ولاية أميركية تتحضر لانتخابات الكونغرس الأميركي.
وليس غريباً أن يسارع كيري إلى القاهرة للوقوف في وجه الصحوة المصرية التي قد تقلب موازين الأمور وتهدد المصالح الأميركية والإسرائيلية لكن المفارقة العجيبة أن يسوق كيري مايريد بذريعة حرصه على الديمقراطية وبشكل سافر متجاهلاً رفض الشعب المصري لأي ضغوط خارجية تحاول تغيير مواقف أي من شرائحه التي أكدت مراراً أنه ليس من حق واشنطن مطالبة أحد في مصر بضرورة خوض الانتخابات أو عدمه.
إن الحقيقة الوحيدة- التي يمكن البوح بها ومن غير تردد- أن كيري كان الأجدر به أن يطالب الكيان الإسرائيلي باحترام مبادىء الديمقراطية وحقوق الإنسان قبل أن يملي على الآخرين تعليماته، وأن يترك للشعب المصري أن يقرر مصير انتخاباته لاأن يحشر نفسه فيما يجب فعله، ثم يبقى السؤال الأهم وهو: متى كانت الولايات المتحدة تبحث سبل دعم التطلعات الديمقراطية للشعب المصري على امتداد العقود الماضية حين كانت تدعم النظام السابق؟!
ahmadh@ureach.com