تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السرطان.. معاناة قائمة

حديث الناس
الإثنين 4-6-2012
فوزي المعلوف

يلقى القطاع الصحي دعماً كبيراً ضمن خطط الدولة، وترصد الحكومة القسم الأكبر من موازنتها للشقين التعليمي والصحي.. واستطاعت سورية تحقيق رعاية صحية وتعليمية متميزة على مستوى المنطقة إن لم نقل على مستوى العالم مقارنة بإمكاناتها المتواضعة أمام ملاءة العديد من الدول.

وتوفر مشافي القطاع العام العلاج المجاني لمعظم المرضى خاصة للأمراض المزمنة وتصل فاتورة الأدوية والتوسع بالمشافي واستجرار الأجهزة وتأمين الكادر المؤهل عشرات مليارات الليرات سنوياً، ولكن ثغرات عديدة تسيء لكل جهد مخلص في هذا الإطار.‏‏

وهنا نشير إلى معاناة مرضى السرطان وذويهم.. والتي تطال العديد من المرضى في أمراض أخرى، وتعود تلك المعاناة لأسباب عديدة.. منها تركز العلاج المقدم لمرضى السرطان في مشفى البيروني الكائن بريف دمشق ، ما يعني انتقال أبناء المحافظات كافة من قرى وتجمعات إلى دمشق مرة كل شهر على الأقل لتلقي العلاج.. ويصل عددهم يومياً ما بين 800 و 1200 مريض عدا مرافقيهم في وقت يمكن توزيع الخدمة على الأقل لـ 70% منهم أفقياً عبر مشافي ومراكز وزارة الصحة المنتشرة حتى أصغر التجمعات السكنية.‏‏

إن توفر الإرادة المخلصة يفضي إلى تجاوز معاناة الانتقال لمريض يخرج منهكاً بعد تلقي كل جرعة إن كانت شعاعية أم كيماوية أو حتى لصرف علبة دواء، فتأهيل الكادر التمريضي يحتاج لشهر والطبيب المقيم لعام.. والأهم العمل على زيادة الكادر المختص بأمراض السرطان تشخيصاً وعلاجاً، وهذا يقع على عاتق وزارتي الصحة والتعليم العالي.‏‏

وانتشار المراكز الصحية القادرة على توفير الخدمة لمرضى السرطان يجب أن يترافق مع توفر الدواء المصنع محلياً والذي استطاع إثبات جدارته محلياً وفي أكثر من 50 دولة يصدر لها، ولكن دواء السرطان رغم بساطة تصنيعه ما زال مغيباً في الصناعة الدوائية المحلية لإبقاء الفائدة المادية مستمرة لمجموعة محددة تصر على استيراد الأدوية غالية الثمن من أوروبا وأميركا رغام توفر البديل وبأسعار متدنية وبنفس التركيب لدى عدة دول صديقة، منها على سبيل المثال إيران وروسيا البيضاء وروسيا والهند والصين وكوبا.‏‏

إن ملفات ثلاثة يجب العمل عليها.. التوسع الأفقي بتوفير الخدمة، وزيادة الكادر الطبي والتمريضي المؤهل، وإطلاق صناعة وطنية لدواء السرطان، وهنا لابد من التركيز على العمل المؤسساتي بين جهاز القطاع العام والحد من عقلية الاستئثار والعمل الفردي على حساب أرواح البشر وإشراك القطاع الخاص في الجهود الوطنية لمعالجة مرضى السرطان وتخفيف الأعباء عن المرضى وذويهم.‏‏

ولا يمكن في هذا السياق تجاوز ما يقدمه المجتمع الأهلي عبر الجمعيات المعنية بمرضى السرطان والتي يقوم العديد منها بتوفير الرعاية للمرضى، ومنها يقدم رعاية صحية نوعية تشكل رديفاً للجهد الرسمي.. ولكن هذا القطاع على أهميته يحتاج إلى تنظيم وتفعيل وإبقاء الأصيل وإبعاد الدخيل.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 فوزي المعلوف
فوزي المعلوف

القراءات: 757
القراءات: 1175
القراءات: 771
القراءات: 799
القراءات: 716
القراءات: 788
القراءات: 750
القراءات: 822
القراءات: 816
القراءات: 839
القراءات: 761
القراءات: 817
القراءات: 842
القراءات: 758
القراءات: 816
القراءات: 820
القراءات: 805
القراءات: 845
القراءات: 809
القراءات: 767
القراءات: 814
القراءات: 834
القراءات: 909
القراءات: 879
القراءات: 835

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية