تقاسموا حتى المقسَّم، دويلات.. وممالك، قبائل... وعوائل، تصالحوا تناقضوا احتربوا فيما بينهم وكانت الزفرة الأولى يوم خرج أبو عبد الله الصغير من الأندلس وحيث البوابة التي خرج منها كانت الزفرة الأولى، الآه المتألم، الغرب أطلق على المكان اسم (زفرة العربي الأخير).
وأمه تقول له: ابك كالنساء ملكاً، ملكاً لم تحافظ عليه كما يفعل الرجال...
والزفرة الثانية في فلسطين، حيث تبدأ المأساة، ولما تنته...
واليوم موصول بزفرة الأندلس، وضياع فلسطين، الأعراب، أحفاد، «الصغير» يعدون للزفرة الرابعة عذراً لا الثالثة، أخطأنا العد، فأين مأساة العراق..؟!.
يتجهون إلى الأمم المتحدة حيث صندوق الآثام والشرور، حيث تحاك المؤامرات وتدار المنايا.. والغاية ليست استرجاع أرضٍ سلبت في فلسطين، ولا سبتة ومليلة، ولا الجولان ولا .. ولا.. بل تقديم وتنفيذ الأجندات المطلوبة.. باسم الأخوّة يذبحون العرب والعروبة، يستبيحون أوطاننا وطناً تلو الآخر.. وهم مسرورون..
أحفاد أبي عبد الله الصغير من جديد في أحضان الآخر يستقوون به، يستعدونه على من صنع لهم مجداً وحضارة... لم يعتبروا من التاريخ قديمه وجديده، لم يشعروا للحظة ما أن مقدساتهم تنتهك وأن ثرواتهم تنهب، وأن أموال نفطهم تتحول إلى قنابل تحرقنا... تدك بيوتنا، مدارسنا، جامعاتنا، تغتالنا.
أحفاد أبي عبد الله الصغير.. سيطلبون من العالم كتابة تاريخنا من جديد.. سيقولون: إن صلاح الدين كان أكذوبة، وأن صقر قريش كان غازياً، ويوسف العظمة مجنوناً، وعز الدين القسام انتحارياً، وسلطان باشا الأطرش، وصالح العلي والأشمر وهنانو، وعمر المختار، وعبد الكريم الخطابي.. هؤلاء وافدون طارئون علينا.. نحن بجمالنا، بنوقنا، بغدرنا، بخيانتنا.. نحن العرب والعروبة..
سيقولون في مجلس الأمن : القدس لا تعنينا، ولا نريدها، قضيتنا أسمى وأرفع.. هل يحق للمرأة أن تقود السيارة.. وكيف يجب أن ينحني الجميع لتقبيل يدي ولي العهد.. وأيهما يقبلون اليمنى أم اليسرى..؟!.
سيقولون: هذه سورية قد جئناكم بصك تسليمها.. افعلوا ما شئتم، ما يريح إسرائيل، ما يجعلكم تنتقمون.. أسرعوا لئلا تفسدوا علينا فرحة الزفرة الجديدة.. اسرعوا قبل أن تعاقبنا دول الغرب بحرماننا من دخول مرابعها ومواخيرها، قبل أن يشعلوا النار في هشيمنا، فمازال لدينا مال وفير وخيانات علينا أن ننفذها، ومواخر وملاه يجب أن ننقذها أسرعوا قبل أن تجتث عروشنا لأنها من ورق ومن وهم.
d.hasan09@gmail.com