تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بضاعة كاسدة ووكلاء مفلسون

البقعة الساخنة
الأربعاء 21/2/2007
خالد الأشهب

اعلان كامل وغير مباشر عن افلاس سياسي ودبلوماسي, أن تتحول حكومة فؤاد السنيورة في لبنان إلى رأس حربة , كما ورد على لسان الآنسة كوندوليزا رايس, للمشروع ,

أو لنقل لبقايا المشروع الأميركي في الشرق الأوسط, افلاس سياسي يعكس في وجهه الآخر افلاساً أيديولوجياً وفكرياً لذهنية المحافظين الجدد وبما هي عليه من تصورات وأدوات كشفت عن عجز وترهل كبيرين يطالان هذه الذهنية ويقدمان الدليل اليقين على عقمها وفشلها في انجاز أي من العناوين التي روجت لها ولمشاريعها في المنطقة العربية.‏

ولعل مثل هذا التوصيف الذي أوردته رايس لاتباع حكومة سفيرها في بيروت, مضافاً إليه مجموعة التطمينات التي لابد أن هؤلاء الاتباع قد تلقوها عبر قنوات غير معلنة, كانت وراء ذلك الدرك من البذاءة السياسية والتصرفات السوقية التي أقدم عليها أولئك الاتباع من فريق 14 آذار, وهي لاتقل افلاساً وعجزاً عن السياسات التي تسوقها وتوجهها من الخارج.‏

ولطالما اعتبر زبغنيو بريجنيسكي , أحد أعلام صناعة الاستراتيجيات السياسية في التاريخ الاميركي الحديث أن الركيزة الثالثة في مثلث القوة الاميركية , بعد الركيزتين الاقتصادية والعسكرية , هي الثقافة التي رآها بريجينسكي حاجة ومطلباً يرنو العالم بأسره اليه . غير أن ماروجه المحافظون الجدد وادارة الرئيس بوش من هذه الثقافة , لم يكن سوى الوجه الأكثر قباحة لها , سواء ما ظهر من هذا الوجه خلال سنوات احتلال العراق , أو ماجرى توظيفه منه في لبنان لحصار سورية وتهديدها ومحاولة عزلتها .‏

بطبيعة الحال , سقطت السياسات والاستراتيجيات التي انتهجتها ادارة بوش في العالم على مستوى الداخل الاميركي , وفق ما تشير اليه استطلاعات الرأي ووفق صناديق انتخابات الكونغرس الاخيرة , وهي بالتأكيد باتت ساقطة على مستوى العالم , ولاسيما الشرق الاوسط , وفق النتائج الكارثية التي عادت بها نتائج تطبيقات هذه السياسات والاستراتيجيات من آلام ومظالم إلا أن سقوطها سيكون مدوياً أكثر , وسينقطع أي بصيص أمل لها طالما أن وكلاء توزيعها وترويجها هم على شاكلة أولئك القابعين في السلطة اللبنانية اليوم من فريق 14 آذار ,ممن سقطوا واسقطوا معهم البضاعة الاميركية في درك سياسة البذاءة والسب والشتم , وفي حلقات الردح والقدح .‏

إن لدي ادارة الرئيس بوش فرصة قد تكون الاخيرة , لتعويض الثقافة الاميركية جزءاً من خسائرها الفادحة , وللتخفيف من التشوهات في صورة هذه الثقافة , أن تنفض يديها من وكلائها المنبوذين , ومما يرتكبونه من آثام في لبنان وغيره , لا أن تجعلهم الرأس في حربة مشاريعها في المنطقة , الحربة التي باتت أكثر هزالاً من أن تجرح فحسب !!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3121
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية