صار سهلاً على من باعوا ضمائرهم ودموعهم شتم رئيس الجمهورية , وهو رمز البلد ,شاؤوا أم أبوا, ما دام تيس القطيع يشتمه , وما دام الإعلام المخصخص على قدر الأحقاد الطائفية مشرعاً على ألسنة وأقلام هؤلاء الأوغاد الذين تم شراؤهم في عتمة الزواريب , كل حسب طائفته ومنبره, ومنهم من كان بلا منبر فاستحدثت آلة تفريخ الأزلام له منبراً وزوايا ومساحات من الحبر واللون وطاولات وكراسٍ في التلفزة ليشتم على قدر ما يدفع له , وأحياناً , شأن الوضيعين , يغالي في السباب أكثر من الراتب المقطوع , أو أكثر مما يريد سمسار العمل.
بدأ شراء الذمم , ومعه شراء المنابر , لكن أن تجد شاعراً نحريراً , وكاتباً طهمازاًً وطنياً يسارياً كان يتأبط أوراقه لينام في دمشق حيث يأتيه وحي عبقر, وتجليات شكسبير وخمر امرئ القيس بات صاحب زاوية للشتم, وانغلق ذات أسبوعٍ في زاوية بيته الجديد ليكتب معلقة في مديح الحريري الراحل, أو شاعراً طاف حتى وصل إلى القامشلي في أمسياته بحثاً عن )عين الرضا( بات صاحب عين حمراء في شارع الحمراء ,مثل قطط هذا الشارع.
إنهم يبيعون القضامي واللحم بعجين في السياسة والأدب , ومثل الفساد السياسي في التزامات غب الطلب يكتبون , تجار انتقلوا من الشنتة إلى القطعة , إلى مغلف في آخر الشهر , وبعضهم صار مذنّباً , أشهر من هالي , على شاشات الماضي ومؤسسات الطوائف للإرسال.. هؤلاء الذين كانوا يستجدون مشواراً وخطاً عسكريا إلى الشام باتوا يركبون طائرات إلى عواصم أخرى بحجة الوطنية والأرزوية واللبنانوية أولاً ,وهجساً في البحث عن الحقيقة !!.
جميعهم على شاكلة من شاهدهم خلق الله في 14 شباط , من الذين وقع في طريقهم بيت للمتنبي , دون أن يقرأ لهم أحد ) لا تشترِِ...) ,وأتوا الشعر من باب المقابر والزنازين المعتمة , أو من الذين حملوا في أدمغتهم إرهاصات حيواناتهم , وحضورهم قناة ناشونال جيوغرافيك , أو استمتاعهم ببرنامج الحياة البرية..
هذا هو النموذج اللبناني التحرري الحقيقوي الإستقلالي السيادوي , المعادل لنموذج البساتنة واليازجيين وجبران والشدياق !!..
حلوّ عن قفانا.. شرشحتو البلد.