تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لنواجه الأزمة بعيون مفتوحة

نافذة على حدث
الأثنين 25-4-2011م
عدنان علي

البداية الصحيحة للتعامل مع أي مشكلة حتى لو كانت صغيرة هي أولا الاعتراف بوجودها ومن ثم تشخيصها بشكل دقيق وصولا إلى تلمس الخيارات المتاحة لحلها، بما يحقق أعلى درجة من المصلحة وأقل قدر من الضرر.

وإذا طبقنا هذه القواعد على ما تواجهه سورية اليوم، فان المطلوب يكون هو الإقرار بوجود مشكلة أو أزمة، على المستوى الوطني، وهذا في ظني ما فعلته، وان بشكل غير مباشر، القيادة السياسية السورية من خلال حزمة الإصلاحات المتوالية التي أصدرتها حتى الآن، والتي من المتوقع أن يصدر المزيد منها خلال الأيام المقبلة، وهي قرارات تأتي في إطار احتواء الأسباب التي أدت إلى احتقان ومن ثم احتجاجات خرجت إلى الشارع.‏

ومن أجل استكمال الصورة، ربما بات ينبغي توسيع حلقة المشاركة الوطنية في البحث عن مخارج للوضع الراهن الذي لا شك أنه يدفع للحزن وربما لقلق كل مواطن شريف في هذا البلد. وهذا يعني ضرورة إشراك كل الوطنيين المخلصين في حوار وطني حقيقي بحثا عن أفضل السبل للخروج بسلام، وربما بخير وفير للبلاد من هذه الأزمة التي تشكل اختبارا للشعب السوري، ليس في إثبات حبه لبلاده، وهذا أمر مفروغ منه، بل في قدرته على إيجاد حلول خلاقة للخروج الآمن من هذا الوضع، والذي نرى أمام عيوننا أنه في حالات مشابهة، أو مختلفة استغلت لتقود بلادا عربية أخرى إلى التهلكة، بسبب سوء التدبير من جانب جميع الأطراف، وهو ما فتح في المجال أمام تدخلات خارجية، لا يعنيها كثيرا مصير تلك البلاد، بقدر ما تسعى إلى تجيير الأوضاع فيها خدمة لمصالحها.‏

الشعب السوري أمام اختبار كبير اليوم ومعدنه الأصيل على المحك. لا يكفي أن نتغنى بحب الوطن، بل يجب ان نعبر عن ذلك من خلال تفعيل الوعي إلى أقصى درجة حتى لا يقع أحد من حيث يدري أو لا يدري، في أحابيل الخبائث التي تبث التفرقة والخوف بين أبناء البلد الواحد.‏

وربما انه من غير المجدي أن نستهلك معظم الوقت والجهد من أجل الحديث عن مؤامرات خارجية سياسية وإعلامية، والمفيد في ظني، أن نركز جميعا، حكومة وشعبا ومعارضة شريفة،على ما بين أيدينا من عمل وطني مشترك، وننجزه على الوجه الأكمل، فان نجاحنا في ذلك، أي نقل سورية إلى مرحلة جديدة تتعزز معها الحريات وحقوق المواطنة، وكل مقومات الدولة الحديثة، يقطع الطريق تلقائيا على أية تدخلات خارجية، سواء كانت حقيقة، أم مبالغ فيها، كما يعتقد البعض، وأنا منهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عدنان علي
عدنان علي

القراءات: 968
القراءات: 757
القراءات: 910
القراءات: 871
القراءات: 869
القراءات: 845
القراءات: 886
القراءات: 831
القراءات: 867
القراءات: 879
القراءات: 844
القراءات: 869
القراءات: 926
القراءات: 850
القراءات: 902
القراءات: 1029
القراءات: 855
القراءات: 870
القراءات: 942
القراءات: 903
القراءات: 1076
القراءات: 979
القراءات: 911
القراءات: 955
القراءات: 965

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية