من الطبيعي أن يكون القاسم المشترك بين الشعب السوري هذه الأسئلة وغيرها أيضاً ولكن من الطبيعي أيضاً أن يفضل الشعب السوري الأمن والسلامة على أي خيارات أخرى لأن التجارب القريبة والبعيدة مفزعة ومخيفة وبنفس الوقت لأن هذا الشعب متآخ وبعيد كل البعد عن تقبل الحلول المستوردة والوصفات الجاهزة تحت شعارات براقة سرعان ماتزول لتظهر المشاريع المدمرة للوطن والمنطقة بشكل عام.
فحالة الاستغراب والدهشة من استمرار الأحداث رغم تسخين الدولة للمشروع الإصلاحي واتخاذها خطوات تطويرية جذرية وكبيرة ونموذجية لا تأتي من فراغ وإنما من واقع بات يلمسه الشعب وهو أن من يقم بالتظاهر بغية التخريب والتدمير وبث الذعر والفوضى وإثارة روح الانتقام والأضغان الدفينة لا يرد الإصلاح على الإطلاق بل هو عقبة بوجهه ومتضرر من قيامه ولذلك يتجه لإثارة الفوضى والبحث عن مسارب تمتد خيوطها إلى مشاريع ومؤامرات لم تعد خافية على أحد إلا للذين يصمون آذانهم ويغمضون عيونهم وارتضوا أن يكونوا مجرد وقود وأدوات ستنهار بمجرد فشل أو نجاح هذه المؤامرات.. وفي أفغانستان والمنطقة ومحيطها الإقليمي بحر من العبر لمن يعتبر.
أما إلى أين تتجه الأمور؟ هذه سورية التي لا تؤخذ... وهذا ما سيحدده الشعب السوري الذي لديه من التجارب ما يعلم العالم أجمع ومن يعرف ماذا كان يراد لسورية أن تكون عليه خلال الأسبوع الأول من الأحداث؟ يدرك أن سورية متجهة إلى مكان تكون فيه أشد قوة ومنعة بوجه الطامعين والمتربصين بأمنها واستقرارها ودورها المحوري في المنطقة ومواجهة إسرائيل التي لا تخفي دورها غير المباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي في إثارة النعرات والمشكلات بين أطياف المجتمع السوري الواحد.
وبالنسبة للمستفيد من إطالة هذه الأحداث فهو إسرائيل بالدرجة الأولى ومن خلفها مشروعات القوى الطامعة بالمنطقة والتي بدأت تتوجس من بروز فكر حضاري متنور وواعد نواته القرار الوطني المستقل للشعوب العربية والذي تشكل سورية بؤرته الأساسية ومصدر إشعاعه المركزي ومن هنا كانت نقطة المؤامرة وحددت خطوة الاستباق.
مع الأسف هناك من يعتقد أن بعض الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية تدعم الديمقراطية والحرية في العالم العربي.
وللعلم إن هذه الدول هي من أشد المعادين للديمقراطية والحرية بمعناهما الحقيقي في وطننا العربي.
لأن النتيجة ستكون ضدهم ومخالفة لمصالحهم بالتأكيد.
وهنا أذكر من يتوهمون بدعم هؤلاء لهذه القيم بأن وكيلة وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية (ميشيل فلورنوي) تصرح بأن الحل في سورية يكون بقطع علاقاتها مع إيران وحزب الله وحماس والالتحاق بالخليج ومشروع السلام.
فهل هذه هي الديمقراطية والحرية؟