تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


متى نستفيق من الأحلام؟

معاً على الطريق
الأحد 26-1-2014
مصطفى المقداد

يبدو أن ثلاث سنوات من القهر والتدمير والخراب والقتل لم تكف لاستعادة الوعي والرجوع عن الخطأ والعودة إلى الواقع وترك الأكاذيب والاستغناء عن الارتماء في مشاريع الغرب،

والضياع في أوهام أحلامهم الشيطانية.. ويبدو أن ثلاث سنوات مازالت غير كافية للوقوف أمام المرآة ومواجهة الذات بالحقيقة والاعتراف بالواقع وصولاً إلى المصالحة مع الذات...‏

ويبدو أننا مازلنا نتتظر المزيد من الخسائر البشرية والمادية حتى تدركنا قدرة شعبنا الكامنة تحت الأنقاض فتعيد حياتنا سيرتها الأولى..‏

لم تكن أيام مؤتمر جنيف2 الأولى تعطي أي مؤشرات إيجابية للخروج من النفق الطويل والعروض التصالحية تقابل برفض فاجر من كائنات لاتنتمي إلى خلائق الله، مايذكر بتطاول الوضيع على السيد، وافتراء الكاذب على الصادق، فمنذ اللحظات الأولى للجلسة الافتتاحية للمؤتمر حمل ممثلو الغرب الاستعماري أوهامهم وأحقادهم بعد فشلهم في إحداث تغييرات على الأرض من خلال أعمالهم الإرهابية والتخريبية التي طالت الإنسان وممتلكاته والبنى التحتية كلها وخطوط الاتصال والمؤسسات النفطية والخدمية والصحية والتعليمية، فلم تترك مكاناً استطاعت الوصول إليه إلا وضعت فيه سماتها ومواصفاتها التكفيرية واليوم يعود تجار الدم السوري لإعادة وتكرار نغمة الكذب والافتراء ذاتها محاولين استمالة الموقف الدولي والسعي للحصول على مكاسب لم يقدروا على تحقيقها من خلال آلة إجرامهم المدعومة من الولايات المتحدة والغرب وآل سعود وعثمانيي أردوغان وغيرهم، فنراهم يضعون العراقيل ويطرحون الحلول المستحيلة‏

وكأنهم أصحاب حق مستلب ، فيما الواقع ينبىء بارتباطهم وتبعيتهم وعدم تمثيلهم لأحد ، بمن فيهم أطراف وشخصيات ومؤسسات المعارضة.‏

فالوفد المعارض الموكل تشكيله للإدارة الأميركية تم تشكيله وفقاً لرؤية آل سعود والواقعين تحت تأثير عوامل الحقد والخرف والوهم ،فلاهم قادرون على تحقيق أهدافهم ولاهم قادرون على الانسحاب من التزاماتهم . فهل ثمة مخرج...‏

الغاية باعتقادي - من مؤتمر جنيف 2 لاتقتصر على إيقاف نزيف الدم والخروج بحكومة موسعة تضع أسس الانتقال إلى شكل من المشاركة الوطنية الكاملة، لكنه يتعدى ذلك لمناقشة قضايا إقليمية ودولية أكثر تعقيداً أفرزتها وكشفت عنها المؤامرة على سورية. فالإرهاب تجلى في أقوى صوره ، والتدخل الخارجي دخل مرحلة غير مسبوقة، والمشاركة في تأجيج نار الفتنة وصلت حداً لم يعرف التاريخ له مثيلاً . وهي قضايا تطول العالم كله وخاصة أوروبا القريبة وصولاً إلى الولايات المتحدة ذاتها، فقد تعاملت الإدارة الأميركية مع كل هذه القضايا والمشكلات بكثير من السطحية والاستخفاف، لكنها اصطدمت بالممانعة السورية غير المتوقعة، وهي تجد نفسها الآن أمام استحقاقات غير محسوبة النتائج مسبقاً ، وهي تقف أمام واجباتها كقوة عظمى بعد التوافق الروسي الأميركي على أساسيات الحل. وأساسيات الحل ترتكز إلى مبادىء الأمم المتحدة ومثياقها والالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية واحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وإن التعاون الدولي ينبغي أن يخدم هذه الأساسيات مايعني بالتالي اعترافاً رسمياً بالوقائع على الأرض والاعتراف أن صمود سورية الدولة لم يأت من فراغ ، وإنما يستند إلى وجود دعم شعبي وتأييد وطني والتزام عقائدي كانت العوامل الأساسية في هذا الصمود الأسطوري، ومن هنا فإن دعوات وفد ائتلاف الدوحة السعودي ومن يقف خلفه من الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين وآل سعود لايبقى لها معنى حقيقي على الأرض أمام الآلام التي يعيشها السوريون ومعاناة اللاجئين وهموم الحياة المعاشية وفقد الضحايا ، فهي قضايا لاتهم ائتلاف الدوحة السعودي ولاتعني له شيئاً وهو لايعير لها بالاً أو اهتماماً، إنما يركز مطالبته على رحيل الرئيس نزولاً عند أوهام آل سعود ممن أوغلوا في استباحة الدم السوري ، وهم في ذلك يضعون الهدف قبل البرنامج السياسي المفترض مايعني تطبيقهم لحقيقة وضع العربة أمام الحصان وبالنهاية إعاقة الحل وهو مالن يكون بمتناولهم .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11558
القراءات: 921
القراءات: 860
القراءات: 832
القراءات: 872
القراءات: 903
القراءات: 942
القراءات: 867
القراءات: 915
القراءات: 979
القراءات: 931
القراءات: 921
القراءات: 941
القراءات: 941
القراءات: 947
القراءات: 1041
القراءات: 968
القراءات: 1022
القراءات: 1036
القراءات: 1017
القراءات: 894
القراءات: 962
القراءات: 1011
القراءات: 1006
القراءات: 917
القراءات: 1061

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية