حول سوء إدارته وتذمرهم من المعاملة الفوقية والاستعلاء وتجاهل متطلباتهم الوظيفية وبدلاً من أن يرد على الكلام الذي قيل عن التستر على السرقة وعدم محاسبة الذين تم ضبطهم.. وقف السيد المدير ليختصر رده بكلمات معدودة لا بقوله: (إنني جعلت من المديرية أفضل وأنزه مديرية بعد أن كانت غارقة بالفساد لكن يبدو أنني قصرت في إبراز انجازاتي في الإعلام ).!!
ولأن مثل هذا الكلام أثبت بالدليل القاطع ظاهرة الاستعلاء والاستهتار بما يقال كان لا بد من موافقة أعضاء مجلس المحافظة على تشكيل لجنة للتحقيق في المواضيع المثارة وإن رد على تشكيل اللجنة بأنه لن تؤثر عليه كل اللجان الكونية على حد تعبيره.!!
الأمر هنا يثير إشكالية الإدارة في بعض مؤسساتنا العامة كالمعاناة المزمنة من المدير الذي طالما تسبب بترهل العمل الإداري ووجود فجوة واسعة في علاقة المواطن والمسؤول هذه العلاقة التي يجب أن تكون على أساس أخلاقي والتعامل الحسن مع المواطن.
فثمة نوع من المديرين الذين يحيطون أنفسهم بسياج من الأشخاص المحيطين بهم و يمنعون الناس من الوصول إليه لكن المدير الذي لا ينتبه إلى هذه الظاهرة هو الذي يبني حاجزاً بينه وبين الناس من خلال هؤلاء الأشخاص المحيطين به ولذلك فإن قراراته تبنى على معلومات وتشخيصات غير دقيقة ولا يشجع غيره على المشاركة في التشخيص وفي اتخاذ القرارات وبالتالي فإن نجاح أو فشل المدير في مهمته يرتبط ارتباطا وثيقا بقدرته على التعامل الإيجابي مع هذه الأطراف بطريقة.
ومن المعروف أن المديرين الفاشلين ليسوا سواء فمن حيث المستوى الشخصي نرى من يهتم بالدرجة الأولى بأمور شخصه الكريم ولا يكترث بأمور الموظفين الذين يعملون معه كما أنه لا يقيم وزنا للعدالة والمساواة بين الموظفين في الواجبات والحقوق و لا يمكن أن يستشير أحداً من الموظفين الذين يعملون معه وإن كانوا أقدم وأقدر منه لاعتقاده بأن هذا يلحق الضرر به أو يضعف من مكانته.. فأين هذا النوع من المدراء من الشفافية المنشودة.؟!
younesgg@hotmail.com