تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ما أشبه الليلة..!

معاً على الطريق
الأثنين 28-12-2015
مصطفى المقداد

تمضي سنون خمس لا يكاد العقل يصدق مجرياتها، ويكاد لا يتوقع تفاصيل نهاياتها، تلك النهايات المحمولة على عزم جنودها وصمود شرفائنا،

فالنهايات ذات المتاهات المتعددة تعكس تعقيد وتداخل وتدخّل العناصر والأجهزة والحكومات والمجموعات التي شاركت في أكبر عدوان إنساني على دولة ليس لها ذنب إلا تمسكها بثوابتها الوطنية واحترامها لسيادتها واستعداد شرفائها للذود عن كرامتها بكل غال ونفيس.‏

إنها سورية التي شهدت بوحدتها وبتكامل مكوناتها وبكمال كرامتها تؤكد للعالم أنها ما زالت تحتل مكانة المعلم الأول للحضارة الإنسانية، فمن أرضها كانت الأبجدية الأولى وصناعة الفخار والنحاس والبرونز والحديد، ومنها مخرت المراكب الأولى أعالي المحيطات حاملة إلى العالم لون الأرجوان، وهي اليوم ترسم للعالم المتحضر خريطة السيادة الوطنية من خلال استئثارها بمحاربة الإرهاب دفاعاً عن الحضارة الإنسانية، فيما أعداء الإنسانية يدعمون ويمولون ويشجعون ويدافعون عن الإرهاب، وهم من صبغوه في مضمار بحثهم عن مزيد من الثروة ودعماً للقاعدة الصهيونية وبرنامجها الاستيطاني في فلسطين المحتلة.‏

وربما كانت الإحاطة بتطورات العدوان على سورية صعبة ومعقدة لكن الحقيقة المؤكدة تتمثل في رسم مخططات التآمر في دوائر الغرب الاستعماري وتوكيل القوى الإقليمية مسؤولية التنفيذ الإرهابي في ظل دعم إعلامي منظم ومخطط ومدروس ومبني على نشر ثقافة الكراهية والقتل والإرهاب، فانتشرت الروايات الكاذبة عبر شاشات الفضائيات، وتعددت فتاوى الكذب والافتراء في قنوات الفتنة، وتخلت وسائل الإعلام الموظفة أصلاً لهذا الهدف عن مهمتها الأساسية فكانت سلاحاً للقتل، ويداً للإرهاب، ومساحة للكراهية، واليوم يتولى ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى سورية مهمة اختيار ممثلي المعارضة السورية إلى مؤتمر جنيف القادم المقرر انعقاده في الخامس والعشرين من كانون الثاني القادم في أصعب مهمة لاختيار الشخصيات التي ستدَّعي تمثيل المعارضة المفترضة استناداً إلى لقاءات المعارضة وما نتج عنها بدءاً من جنيف وموسكو والقاهرة وصولاً إلى الرياض على الرغم من مشاركة شخصيات تنتمي إلى تنظيمات إرهابية بالتأكيد، ما يجعل العملية شديدة التعقيد على الرغم من وجود الأصدقاء الروس والإيرانيين ضمن اللجنة التي سوف تتفق على إقرار أسماء الشخصيات التي سوف تمثل وفد المعارضة المفترضة، والتصريحات السياسية كلها لم تأخذ بالحسبان مؤتمر صوت الداخل للمعارضة السورية الوطنية في دمشق ولا مؤتمر الحسكة لجزء من المعارضة المحلية، الأمر الذي يحتاج جهوداً مضنية في التوصل إلى قائمة توافقية، والمعروف أن تصريحات ومواقف كل من تركيا والسعودية وقطر ما زالت عند حدودها في دعم الإرهاب والإرهابيين وتبني مواقفهم والدفاع عنهم شخصياً ضاربين عرض الحائط قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2253 الذي يدعو إلى تجفيف منابع الإرهاب ويحذر من يدعم الإرهاب تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فهل ستبقى الولايات المتحدة والغرب الاستعماري تغض الطرف، وتشجع عملياً دعم كل من أنقرة والرياض والدوحة في دعمها المعروف للإرهاب؟.‏

إنها المحطة الصعبة في زمن التغيرات الدولية والمواقف المستجدة فأوروبا الغربية بجميع حكوماتها تجري عمليات مراجعة لمواقفها بعد أن وقفت على أخطائها في التعامل مع الشأن السوري، وبعد بروز مخاطر الإرهاب على بلدانها، ووجود إرهابيين من مواطنيها يقاتلون في صفوف داعش وغيرها فبدأت أجهزتها الاستخباراتية تمد جسور التواصل مع سورية وفق التسريبات الإعلامية والصحفية المتعددة علها تجد مخرجاً لأزماتها المتوقعة، وعلها تجد في التعاون مع الأجهزة السورية خلاصاً بعد معرفة الأنشطة التي يقوم بها مواطنوها الإرهابيون، وبدأت تسعى لإعادة فتح سفاراتها وقنصلياتها والبحث في إمكانية إعادة عمل خطوط طيرانها باتجاه دمشق.‏

باعتقادي أنه رغم التعقيدات الكبيرة التي تواجه المسار السياسي فإن الواقع الميداني يفرض قوته على النهايات المرجوة، فالمهمة المقدسة التي يقوم بها الجيش العربي السوري الباسل في تطهير الأرض من رجس الإرهاب تتوازى مع أنشطة اجتماعية وسياسية محلية تبحث وتناقش الشأن السوري بكثير من المسؤولية انطلاقاً من الحفاظ على الثوابت الوطنية والتمسك بالسيادة واعتبار الجيش وحده المدافع عن سيادة الوطن وهو فوق البحث فضلاً عن جميع أشكال السيادة والثوابت الوطنية، فتأتي المخرجات محمولة على صمود أبناء الوطن الشرفاء في ميادين المواجهة المسلحة والمدنية كافة، لتحقق رؤية وتطلع السوريين في رسم شكل مستقبلهم، فما صمودهم إلا المقدمة الكبرى للمستقبل المنشود.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11683
القراءات: 983
القراءات: 918
القراءات: 892
القراءات: 931
القراءات: 962
القراءات: 1001
القراءات: 919
القراءات: 971
القراءات: 1032
القراءات: 998
القراءات: 984
القراءات: 1001
القراءات: 1002
القراءات: 1006
القراءات: 1104
القراءات: 1035
القراءات: 1083
القراءات: 1099
القراءات: 1092
القراءات: 948
القراءات: 1016
القراءات: 1065
القراءات: 1068
القراءات: 978
القراءات: 1115

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية