| الانتماء... خط على الورق ظل لـ «المهزومون » وقعها الخاص عندي رغم جدارة ما أبدعه بعدها .. ألف ليلة و ليلتان ... الوباء ...رسمت خطاً على الرمال ... وغيرها. لا شيء يربط هذه المقالة الصحفية برواية هاني الراهب إلا العنوان الذي كان المهزومون فغيرته إلى ما ورد.. أفترض أن الكثير منا يخبئ مشاعر ما كلما أعلن انتماءه للوطن. ثمة خروق حصلت على انتمائنا له فابتدعنا انتماءات أخرى تساعدنا على تحمل احساس مرّ أصابنا الظلم ... شعر أنه مهزوم لهذا السبب أو ذاك ... ولعديد من الأسباب عاش مع احساس بشبح الهزيمة يتحداه. فانتمى لرايات تعلو على راية الوطن .. انتمى للمعتقد ... انتمى لقوم أو فئة ... أو انتمى للسفر .. أو للصخب و الهيصة و ترداد سجع الكلمات الحماسية متخيلاً انه النضال .. فكان النضال الذي أوصله إلى جيبة الوطن و أوصل الوطن إلى جيبته على قاعدة النسبية ؟! لا شيء غير مشروع .. لكل انسان كل الحق أن يختار انتماءه .. لكن الانتماء لغير الوطن يترك الفرد بلا وطن وهي الهزيمة معلنة ومعترف بها. ليس في ذلك اتهام ما، أوجهه لأحد ما .. إنما هي محاولة لقراءة واقع مهزوم تفشت آثارُ تشي به في كل كياناتنا الشخصية و الاجتماعية و الثقافية. هذا الواقع الذي اتحدث عنه لم يكن أبداً رهناً بالانفجار الكبير الذي حدث في حياتنا متمثلاً بالأحداث التي يعيشها ... بل له قاعدته الكامنة في كياناتنا المتمثلة بانتماء ما لغير الوطن وهو كيفما كان وأينما حلّ انتماء للهزيمة. الكراهية التي انفجرت في الشرايين السورية ففجرت معها كل انتماء هي انتماء لهزيمة معاشة ولا ريب. و ما الاقبال على هجر الوطن والبحث عن مخرج بعيد عنه إلا هزيمة أو فرار من الهزيمة إلى هزيمة أخرى و ليس لأحد أن يلوم أحداً آخر. صحيح أن ثمة أسباب امنية و اقتصادية طارئة فرضت شروطها على حياتنا جميعاً بل على حياة كل منا ... ولا يلام من وجد لنفسه مخرجاً ما ولو كان بعيداً عن وطنه ... لكن في ضمائرنا تحيا مشاعر الهجرة تحت راية « هوا السفر « هرباً من الهزيمة ... أو بحثاً عن وطن. وفي كلا الحالتين هو انتماء للهزيمة. لا وطن في مهجر ، لمن لا وطن له قادم منه و إليه قد يعود. ولا رحمة ستنزل بالذين غادروا تحت قصف تراكم الانتماءات و الجريمة، إلا الرحمة في الوطن الذي ينتظر عودتهم. هي الهزيمة التي يجب أن ننتصر عليها داخلياّ و خارجياً ابتداء من الفساد و الإدارة الفاشلة المرتكبة و انتهاء بجحافل الإرهابيين ومن معهم وخطأ أو عن قصد يشجعهم. as. abboud@gmail.com
|
|