تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فرصة مضمونة

البقعة الساخنة
الأثنين 7-3-2011م
أحمد ضوا

كشفت تحركات الدول الغربية السياسية والعسكرية تجاه تطورات الاحداث في المنطقة المرض المزمن الذي تعانيه هذه القوى لناحية تعاطيها مع الأحداث من باب مصالحها فقط على الأقل حتى الآن.

وكالعادة تجاهلت هذه القوى كل القيم التي تتشدق بها أمام شعوبها والمجتمع الدولي وكشفت بشكل فظيع عن أنيابها ومطامعها ضاربة بعرض الحائط حياة شعوب المنطقة وأمنهم واستقرارهم وتأثير ذلك على العالم أيضاً.‏

فحتى الآن... انطوت المواقف الغربية على أنانية قاتلة في التعبير عن حماية المصالح وبدت التحركات السياسية على المستوى الدولي منقسمة على توزيع كعكة المصالح وحصة كل جهة وليس المحافظة على أرواح المدنيين الذين يدفعون الثمن يوماً بعد آخر.‏

من الطبيعي أن تبحث القوى الغربية عن سبل الحفاظ على مصالحها وخاصة أن نظامها السياسي والاقتصادي مبني على هذا الأساس ولكن ليس على حساب أرواح المدنيين أواستغلال واستثمار الأحداث لحصد المزيد من المكاسب دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح وحقوق الدول الأخرى أوغير المستقرة.‏

مع الأسف هذه القوى الاستغلالية لم تحاول في يوم من الأيام إعادة النظر بسياساتها وتحمل جزء من أعباء هذه السياسة في الشرق الأوسط التي كان دورها أساسياً في وصول الأوضاع إلى ما هي عليه الآن وهاهي تكرر نفس الأخطاء وتتسابق فيما بينها لإملاء الفراغ في أماكن التوتر لتحقيق المكاسب وفرض سياسة الأمر الواقع مستغلة إخلاء الساحة تماماً من الجانب العربي المكتفي بحالة الانتظار إلى ماستؤول إليه الأحداث، علماً أن الفرصة متاحة أمام القيادات العربية لاستعادة زمام المبادرة وقيادة الشعوب لرسم مستقبلها بعيداً عن التدخلات الأجنبية التي أرهقت دول المنطقة على مدى القرن الماضي.‏

مابدر عربياً إزاء التطورات في المنطقة غير مطمئن على الإطلاق ويفتح المجال أمام تدخلات أجنبية خطيرة قد تؤدي إلى سفك المزيد من الدماء وما اتخذته الجامعة على هذا الصعيد ليس له أهمية على أرض الواقع والمستقبل ولابد من خطوات توازي المطالب الشعبية برفض التدخلات الأجنبية والحرص على السيادة الوطنية والمصالح القومية.‏

إن الاكتفاء العربي بتحذير الدول الغربية من عواقب تدخلهم في شؤون المنطقة على أمنه واستقراره هو دعوة غيرمباشرة لهم للتدخل متذرعين بالسعي للحفاظ على مكتسباتهم الأمنية والاقتصادية وليس أمام العرب أي خيار سوى الانتقال من حالات التحذير والانتظار والترقب وتقليد النعامة إلى العمل والفعل وتلبية مطالب الشعب والفرصة اليوم مضمونة أكثر من أي وقت مضى كونها نابعة من الجماهير المتطلعة لبناء دول مستقلة حرة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 679
القراءات: 771
القراءات: 650
القراءات: 730
القراءات: 652
القراءات: 641
القراءات: 659
القراءات: 631
القراءات: 720
القراءات: 752
القراءات: 701
القراءات: 705
القراءات: 768
القراءات: 680
القراءات: 1336
القراءات: 689
القراءات: 745
القراءات: 697
القراءات: 824
القراءات: 750
القراءات: 866
القراءات: 777
القراءات: 763
القراءات: 735
القراءات: 755

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية