المخرج حين يحمل كاميرته ليتسلق مواضيع واقعية..فانه يقدم إلينا بعضا من العذوبة السينمائية لكنها ممزوجة بنبض يتمكن من تحريكنا عميقا..فهو ليس مجرد حكايا مبتكرة..بلا مرجعية..
الفيلم التسجيلي نراه عملاً إبداعياً، لا يبدأ من كونه تسجيلاً للواقع، وصولا إلى محاولته للبحث عن الموضوعية ثم التمسك بالذاتية لغةً للتوثيق، يختلف الفيلم التسجيلي الفني عن التقرير الإخباري وعن الوثيقة التاريخية المتجردة.
من هنا فان إقامة أيام سينما الواقع كل عام في دمشق حدث بدأنا ننتظره..لالمجرد المتابعة لأفلام يحضرها المهرجان من مختلف دول العالم..بل لعله يتمكن من تحريك الجو السينمائي باتجاه آخر..لايهتم فقط بصناعة الفيلم بل وبدراسته في معاهد سورية أولا، وبلفت نظر الجهات المعنية ثانية إلى أهميته ومعاناته في الآن معا.. خاصة أننا نعرف صعوبات صنع فيلم وثائقي في ظروف شبه تعجيزية تبدأ من التمويل ولا تنتهي لدى العرض..حيث تشترط المحطات نوعية معينة لتلك الأفلام.. وبثمن زهيد في أحيان كثيرة لايوازي التكلفة...
نحن كمشاهدين تكفينا الدهشة التي يوصلنا إليها أي فيلم ولو كان هذا الحضور في موعد سنوي....لكن صناع الأفلام ماذا يحصدون من دهشتنا..وهم الغارقون في هموم أفلام أغلبها لم ينجز بعد...!
soadzz@yahoo.com