طبعاً قبل أن نتحدث عن حال السوق وأوضاعها لابد من الإشارة إلى أن تلك المراسيم تصب في تحسين الوضع الحياتي وذلك من خلال تحقيق انخفاض حقيقي في أسعار العديد من المواد الأساسية لكن ماذا حدث حتى الآن؟
هل بدأ التجار بتخفيض أسعار المواد التي أشرنا إليها...! أم أنهم ينتظرون شيئاً ما ، وحجّتهم في ذلك أنهم قد اشتروا تلك المواد قبل صدور تلك المراسيم...؟!
طبعاً نحن لا نقبل أي عذر في عدم تخفيض الأسعار لتلك المواد وغيرها، خاصة إذا ما علمنا أن تجار حلب قد نفذوا تلك التخفيضات قبل البدء بتنفيذ المراسيم، لكن على ما يبدو أن تجار دمشق لهم أجندتهم الخاصة بهم، وهمهم الوحيد هو الربح ولو كان على حساب قوت ذوي الدخل المحدود، الذين يشكلون الشريحة الأكبر في المجتمع، متناسين أن هذه التشريعات قد جاءت لمصلحة الناس وفي ضوء ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
و عندما نشير إلى أن تجار دمشق حتى الآن لم ينفذوا الانخفاض المطلوب لقناعتنا بأن تلك الأسعار مازالت على حالها، وعندما تسأل لماذا ؟.. تجاب بأن تعليمات الاقتصاد لم تصدر بعد، مع العلم أنه قد أنيط بتلك الوازرة تنفيذ تلك التخفيضات من بداية الشهر الحالي، بمعنى أنه يتوجب عليها اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتطبيق تلك المراسيم، لكن على مايبدو أنها «ستضيع الطاسة» مابين التجار والباعة والاقتصاد متمثلة بمراقبيها الذين هم بحاجة باعتقادنا إلى من يراقبهم.
إذاً المسألة تحتاج إلى اجراءات حازمة بحق كل من يحاول التلاعب بالأسعار، لأن التخفيضات يفترض أن تطبق من بداية الشهر الحالي، وباعتقادنا أيضاً أن هذه المسألة تحتاج لمتابعة ميدانية ليس فقط من خلال وجود مراقبين تموينيين يتمتعون بأخلاقية وسلوكية عالية «الجودة» وحسب إنما يفترض أن تكون هناك متابعات حقيقية من كافة شرائح المجتمع وعدم السكوت عن المتلاعبين طبعاً بعد أن تقوم وزارة الاقتصاد بتحديد الأسعار لتلك المواد والطلب من التجار والباعة إعلانها بشكل ظاهر، ونعتقد أن لدى العديد من تجار دمشق الحس بالمسؤولية والمواطنة ما يجعلهم يحسون بباقي فئات الناس، «وفهمكم كفاية»..!!
نعود ونقول الأسعار في دمشق مازالت على حالها قبل صدور مراسيم التخفيضات تلك، فمن ينقذ المستهلكين...؟!