وأصدرت التعليمات التنفيذية، وشكلت اللجان الفنية والقانونية والطبية للاشراف على آلية نقل الاعضاء من المتوفين، ولكن حتى تاريخه لم تتم عملية زرع واحدة لكلية او قرنية سبق ان نقلت من متوف.
وبقيت عمليات زراعة الكلية تعتمد على تبرع أحد الأقارب أو بالتوافق مع طرف متبرع، في حين تصطدم زراعة القرنية بمعضلة فقدان حاسة البصر لدى المتبرع، ولهذا فإن توفير القرنية يتم من بنوك القرنيات في عدد من الدول الصديقة.
ولدى مشافي وزارتي الصحة والتعليم العالي كادر مؤهل في زراعة الاعضاء، وتكفي الاشارة الى ان اول عملية زراعة للقرنية تمت في سورية وتحديدا في حلب في عام 1949 لتكون أولى دول المنطقة في زراعة الاعضاء.
ويعني نقل القرنية عودة حاسة البصر للآلاف ، وتؤكد المصادر الطبية ان تبرع المتوفى للقرنية لا يشوه الجثة، وبالمقابل فإن نجاح عملية النقل مضمونة، ونسبة رفض جسم المريض للقرنية المنقولة ضيئلة جدا، على عكس نقل الكلية حيث تصطدم أحيانا برفض جسم المريض للكلية المنقولة.
ان اعادة حاسة البصر لمكفوف ، وتخليص مريض الكلية من آلام تفوق الوصف ومصير مجهول ينتظره، يستدعي تكثيف جهود الجهات الرسمية والأهلية، ووضع برنامج يعزز ثقافة التبرع عبر ندوات ورسائل توعية، ولا يمكن لجهة بمفردها القيام بهذا الدور النبيل.