تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قلبنا .. قلب العالم !

معاً على الطريق
الثلاثاء 29-12-2015
خالد الأشهب

دون معلومات ومراكز أبحاث وأكاديميات واستراتيجيات، ودون مقروءات أو مسموعات أو مرئيات ولا تصريحات أو تسريبات أو تقولات .. افتح أخي القارىء خارطة العالم أمامك واصنع شارة + على الخارطة، ستجد سورية في موقع التقاطع بين أفق العالم وعموده تماماً،

ستجد سورية بوابة ومفتاحاً ومدخلاً وقلباً ونافذة دائرية ترنو منها إلى كل الاتجاهات، وستجد محيطاً واسعاً من الجغرافيا والجيوسياسة منشد بكل تفاصيله وكل خيوطه إليها.. ستجد تاريخ الإنسان بحضاراته متراكماً تحت ترابها !‏

ليس هذا غزلاً بسوريانا ولا هو عاطفة من أي نوع تجاهها، بل حقيقة قائمة لا مفر من الاعتراف بوجودها سواء أحببتها أو كرهتها، سواء تسببت لك بالقلق أو بالاستقرار، أو تسبب وجودك فيها بالألم أو بالسعادة، هي الحقيقة التي تجيبك عن كل الأسئلة وتفكك لك كل الأحاجي والألغاز التي جرت وتجري وستجري !!‏

حدق قليلاً بموقع سورية على الخارطة وستقرأ تاريخاً بشرياً متصلاً لم ينقطع أبداً من الألم والسعادة على حد سواء، ومن الاستقرار والقلق والاضطراب، ومن الدماء والزهور معاً، ومن الحضارات النائمة والقائمة والبربريات المنقرضة والقادمة، وستعرف ما كان السوريون يريدونه دائماً ويبحثون عنه عبر العصور، وما كان الآخرون يريدونه منها ويبحثون عنه فيها، ستعرف لماذا جرى كل ما جرى في أمسها القريب والبعيد ولماذا يجري فيها اليوم ما يجري، ستتعرف كيف تنساب خيوط العالم أجمع من كل جهاته ثم تنعقد هنا في سورية؟‏

يبسط البعض الأمر فيقول لك إنها شرق المتوسط، أجل هي بالنسبة إلى المتوسط.. شرقه، لكن، من قال أن المتوسط هو العالم ؟ وإذا كان بعض السوريين نسوا في لحظة جهل موقع بلادهم، فالعالم يعرف ما لم يعرفه هذا البعض عن بلاده، ويعرف أن دروب بره وبحره وسمائه تمر من هنا، يعرف أن شرايين ماله وثرواته وغذائه وهوائه تعبر من هنا .‏

عند عتبات سورية يستوي المدني المتحضر والهمجي البربري، كل يبحث عما ينقصه فيها ولو بسفك الدم، الطمع الغربي الأعمى والحقد البدوي الأعمى .. كلاهما يريد العبور من سورية إلى الضفة الثانية ولو اختلفت الأهداف والدوافع أو توافقت.. ولو اختلفت الطرائق والأدوات أو تماثلت .‏

قبل عقدين من الزمن تقريباً كتب الأميركي زبغنيو بريجينسكي بلغته الإنكليزية عن رقعة الشطرنج الكبرى « أوراسيا « .. دائرة التماس الأوروبية الآسيوية في النصف الأعلى من الكرة الأرضية، وعن جمهرة الأطماع والطموحات والاستراتيجيات وخطط الأعوام المئة القادمة والمتصارعة المتنافسة المتوافقة هناك، فهل توهم أحد حينذاك أن مسطرة بريجينسكي انزلقت خلسة أو بوصلته انحرفت أو كوسه اعوج قليلاً واعوج معه تقاطع خطي الزائد المتعامدين على سطح العالم؟‏

أجل، أحدها انزاح حتماً.. وربما كلها، أو لعل ترجمة «رقعة الشطرنج الكبرى» وتعريبها انزاح قليلاً فحلت أوراسيا خطأ.. محل سوراقيا؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية