وكأن إدارة الحرب ومن خطط لها كانت تجهل أو تجاهلت أن سورية عصية على المعتدين الطامعين .
ولذلك لسان حال هذه الإدارة المتمثل بالإعلام الأميركي وأدواته الرجعية من الإعلام الناطق بالعربية جنّد كل إمكاناته منذ البداية للتغطية على هذا العدوان الظالم وكرّس كل وسائله وقدراته لحرب نفسية قلّ مثيلها فهذا الإعلام مقيد في كل ما ينشره عن ساحات المعركة ويعتمد في تقاريره وتحاليله تضليل الحقائق ونشر الأكاذيب وتلفيق الوقائع إضافة إلى حجب الحقيقة عن الرأي العام ولو قال هذا الإعلام الحقيقة كما هي فعلاً لانقلبت الأمور رأساً على عقب ولكان حال إدارة الحرب على غير ذلك لأن العدوان على سورية بني في الأساس على أسباب باطلة وهذه أهم أسباب مقتله.
أما الأمر الآخر فقد تمثل في عدم التصديق أن الإعلام الغربي يحارب التنظيمات الإرهابية لأنه يتفق معها في مهاجمة العرب والمسلمين ويعاونها في إلصاق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامي لتخويف شعوب العالم من كل من هو عربي أو مسلم وأن الإرهاب لا يخرج إلا من الدول الإسلامية ويتم تصديره لجميع المناطق بينما الحقيقة هي العكس تماماً فالمخابرات الغربية هي التي أنشأت التنظيمات الإرهابية ودربتها وسلحتها وأمدتها بالتمويل وإذا كانت هذه التنظيمات انقلبت بعد ذلك على من أنشأها وأذاقت الدول الكبرى من كأس التفجيرات والعمليات الإرهابية ولكن مازال الهدف ذاته وهو تدمير الدول ذات السيادة والاستقلال في الموقف والقرار وقبل ذلك كله الدول التي تقف في مواجهة الكيان الصهيوني .
ولذلك في الوقت الذي عمل فيه الإعلام المعادي على ترسيخ الحقائق المغلوطة والأكاذيب في فكر المواطن الأميركي والغربي نجد أن هذا المواطن يجهل الجغرافيا فإذا سئل على سبيل المثال عن موقع دولة عربية أو أجنبية تناصبها الولايات المتحدة العداء تجده لا يعرف عنه شيئاً ويجهل أن السياسات الأميركية خاصة والغربية عامة وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة ودول العالم الأخرى هي التي زعزعت ولا تزال تزعزع الاستقرار فيها .
ورغم الاستمرار في محاولاتهم اليائسة لتحقيق أهدافهم الاستعمارية فهم مستمرون أيضاً في فرض موقفهم السياسي من فوق على كل وسائلهم الإعلامية , لكن بفضل بطولات الجيش العربي السوري وانتصاراته تبقى أنباء المدافع والنسور أمضى من أنباء إعلامهم وتسير الوقائع بما لا يشتهون .