ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو هل تتوفر الجدية من قبل بعض الأطراف المعروفة لإنجاح هذا المؤتمر أم أنه سيكون مجرد ضوضاء إعلامية هدفها تقطيع الوقت؟
الإجابة على هذه الأسئلة ليست بالمعقدة فهنالك جهود دولية يقف خلفها قطبان الأول روسيا التي تسعى لاجتثاث العنف والتوتر من خلال مكافحة الإرهاب والدعوة لحوار سوري سوري يشمل كل المكونات السياسية السورية وهو ما ترحب به القيادة السورية التي أرسلت وفدها إلى جنيف وبأعلى مستوى ليساهم في إنجاح المؤتمر من خلال اتخاذ قرارات جادة تحقق تطلعات السوريين في حقن الدم السوري وبناء سورية المتجددة بيد أبنائها بعيداً عن أي تدخل خارجي.
والمحور أو القطب الثاني هو أميركا التي تتبع سياسة براغماتية قائمة على تأمين مصالحها الضيقة وضمان أمن الكيان الصهيوني وبالتالي ليس بالضرورة أن تتوفر لديها الجدية الحقيقية لإنهاء الأزمة في سورية إلا بعد أن تنفذ مآربها في تدمير الدولة السورية وإضعافها، وهو ما تستقوي به بعض أطياف ما يسمون أنفسهم بالمعارضة، وهم في الحقيقة مجرد تابعين حقيقيين للدول التي تمولهم وتناصب الشعب السوري العداء، وهم يستثمرون في معاناة السوريين للوصول إلى السلطة، ولو كان ذلك تحت سقف أجندات أسيادهم الاستعمارية، وهذا ما تجلى في امتناع وفد الرياض عن المشاركة في المؤتمر بناءً على أوامر آل سعود لوضع العراقيل أمام إنجاح الجهود الدولية لحقن الدم السوري وإنهاء الأزمة في سورية.
مؤتمر جنيف الذي قرر لمحادثاته أن تستمر لمدة ستة أشهر سوف يظهر جدية الأطراف في إنجاحه من خلال تحديد قائمة باسم التنظيمات الإرهابية والعمل على إلزام الدول بتطبيق القرار 2253 الذي يدعو لاجتثاث الإرهاب والتمهيد لحل سياسي حقيقي من خلال مشاركة القوى الممثلة للشعب السورية عبر حوار سوري سوري وبقيادة سورية، وبغير ذلك لن يكون مصير جنيف – 3 أفضل حالا من جنيف الأول والثاني وبالتالي فالآمال كانت وستبقى معقودة على انجازات ونجاحات جيشنا الباسل في الدفاع عن كرامة سورية وثوابتها الوطنية.