تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السؤال الملتبس..؟!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 30-6-2009م
علي قاسم

يعود العراق إلى دائرة الضوء.. عودة فيها الكثير من الدلالات والمؤشرات التي تصل في بعض الأحيان إلى حد التناقض،

وفي معظم الحالات إلى مستوى الغموض الذي يكتنف تفاصيل المرحلة المقبلة، رغم أن الأمر أولاً وآخراً بإرادة العراقيين، وهو الواقع الذي يفترض أن يتم التعاطي معه.‏

فالعراقيون دفعوا ثمناً غالياً من دمائهم وسنوات صعبة من حياتهم، وهذا يستدعي الحد الأقصى من تضافر الجهود لاستكمال الانسحاب الأميركي بشكل نهائي. وهو حلم عراقي مشروع، لابد من العمل لتحقيقه مهما كانت التحديات، والمخاطر والصعوبات.‏

والسؤال الملتبس الذي كان كثيراً ما يطرح، هل يتمكن العراقيون من إدارة الوضع والحفاظ على وحدة العراق، وهو التباس تم التعمد في صياغته وطرحه توقيتاً ومضموناً واتجاهاً بمناسبة التشويش والايحاء بأن العراق يواجه صعوبة في إدارة شؤونه، وأن انسحاب الاحتلال سيولد مشكلة كبيرة، ووصل الأمر في بعض المراحل إلى أن طالب البعض ببقائه وعدم الاستعجال في الانسحاب! وفي بعض الأحيان هناك من عمل على ذلك دون خجل.‏

تهويلات عديدة تحاول أن تبرر وجود الاحتلال وما بقي لا يعدو كونه موقفاً ساذجاً ونيات أكثر سذاجة.‏

فالتاريخ دائماً يقدم نماذج متشابهة، وكان الاحتلال يعمل على التخويف والتهويل والتضخيم. ووصل في جميع أشكاله إلى حد القول : إبقاء الاحتلال أهون من انهائه، وكانت هناك أبواق تعمل على هذا الاتجاه.‏

والأمر في العراق رغم اختلاف الظروف، فإن الاحتلال وأدواته ورموزه لم يدخروا جهداً، وضخوا في الاعلام مواقف وخطابات دفعت بالكثيرين إلى التحذير من متاعب وصعوبات ومخاطر ما بعد انهاء الاحتلال، وبعضها ذهب أبعد من ذلك حين اعتبر أن من يطالب بانسحاب الاحتلال يريد تقسيم العراق.‏

ولكن التاريخ ذاته يقدم لنا أيضاً الدليل القاطع على ان الاحتلال لابد أن ينتهي إن لم يكن الأمر اليوم، فلابد أن يكون غداً، والواقع العراقي يقول أنه كلما انسحب جندي من جنود الاحتلال هو مكسب يجب العمل على استثماره وتوظيفه من أجل تهيئة المناخ لينسحب آخر، إلى أن ينتهي الاحتلال .‏

والعراقيون الذين أثبتوا على مر الأيام أنهم قادرون على تحديد خياراتهم، هم الأقدر اليوم على تحديدها بوضوح، وخيارهم الواضح هو انهاء الاحتلال، وهو خيار يقتضي أن تقدم له كل مساعدة ممكنة وأن يتم دعمه بكل أشكال الدعم الممكنة، فهو يعبر عن إرادة العراقيين، وهي الارادة التي يجب أن تنتصر.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 30/06/2009 00:59

الإلتباس في السؤال متعمد, وإلا الجواب واضح لالبس فيه : لاتبرير لبقاء الإحتلال كيفما كانت الأوضاع, وحتى لاتبرير لإعادة تموضع الإحتلال وهو ماسيحدث الآن, بل الصح فقط لاغير هو جلاء الإحتلال عن العراق, أما التخوف وليس الخوف من فلتان أمن العراق فهذا لأن من ركب دبابة الإحتلال خائف على نفسه لاعلى بلده إن ابتعد الإحتلال ولو قليلا.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1168
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 904
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية