| السؤال الملتبس..؟! البقعة الساخنة وفي معظم الحالات إلى مستوى الغموض الذي يكتنف تفاصيل المرحلة المقبلة، رغم أن الأمر أولاً وآخراً بإرادة العراقيين، وهو الواقع الذي يفترض أن يتم التعاطي معه. فالعراقيون دفعوا ثمناً غالياً من دمائهم وسنوات صعبة من حياتهم، وهذا يستدعي الحد الأقصى من تضافر الجهود لاستكمال الانسحاب الأميركي بشكل نهائي. وهو حلم عراقي مشروع، لابد من العمل لتحقيقه مهما كانت التحديات، والمخاطر والصعوبات. والسؤال الملتبس الذي كان كثيراً ما يطرح، هل يتمكن العراقيون من إدارة الوضع والحفاظ على وحدة العراق، وهو التباس تم التعمد في صياغته وطرحه توقيتاً ومضموناً واتجاهاً بمناسبة التشويش والايحاء بأن العراق يواجه صعوبة في إدارة شؤونه، وأن انسحاب الاحتلال سيولد مشكلة كبيرة، ووصل الأمر في بعض المراحل إلى أن طالب البعض ببقائه وعدم الاستعجال في الانسحاب! وفي بعض الأحيان هناك من عمل على ذلك دون خجل. تهويلات عديدة تحاول أن تبرر وجود الاحتلال وما بقي لا يعدو كونه موقفاً ساذجاً ونيات أكثر سذاجة. فالتاريخ دائماً يقدم نماذج متشابهة، وكان الاحتلال يعمل على التخويف والتهويل والتضخيم. ووصل في جميع أشكاله إلى حد القول : إبقاء الاحتلال أهون من انهائه، وكانت هناك أبواق تعمل على هذا الاتجاه. والأمر في العراق رغم اختلاف الظروف، فإن الاحتلال وأدواته ورموزه لم يدخروا جهداً، وضخوا في الاعلام مواقف وخطابات دفعت بالكثيرين إلى التحذير من متاعب وصعوبات ومخاطر ما بعد انهاء الاحتلال، وبعضها ذهب أبعد من ذلك حين اعتبر أن من يطالب بانسحاب الاحتلال يريد تقسيم العراق. ولكن التاريخ ذاته يقدم لنا أيضاً الدليل القاطع على ان الاحتلال لابد أن ينتهي إن لم يكن الأمر اليوم، فلابد أن يكون غداً، والواقع العراقي يقول أنه كلما انسحب جندي من جنود الاحتلال هو مكسب يجب العمل على استثماره وتوظيفه من أجل تهيئة المناخ لينسحب آخر، إلى أن ينتهي الاحتلال . والعراقيون الذين أثبتوا على مر الأيام أنهم قادرون على تحديد خياراتهم، هم الأقدر اليوم على تحديدها بوضوح، وخيارهم الواضح هو انهاء الاحتلال، وهو خيار يقتضي أن تقدم له كل مساعدة ممكنة وأن يتم دعمه بكل أشكال الدعم الممكنة، فهو يعبر عن إرادة العراقيين، وهي الارادة التي يجب أن تنتصر.
|
|