طمح صاحب رسالة التغيير إلى تضيق الهوة التي أحدثها سلفه بوش بتأجيج سباق تسلح في أوروبا بنشر الدرع قرب الحدود الروسية، فأعلن نهجاً ينطوي على قدر كبير من المصالحة والمصالح بدءاً من الشرق الاوسط وعملية سلامه المتعثرة، وطي صفحة الحروب لكنه أبقى الاولوية لخفض السلاح النووي الذي تملك منه موسكو وواشنطن 90٪ ثم نزعه نهائياً وقطع الجذور مع أي حرب باردة يمكن أن تشتعل.
بعضاً من إرث بوش الخاطئ أصلحه أوباما حتى الآن في جولاته الخارجية بدءاً من الجوار، حيث اعلن من اميركا اللاتينية ان دبلوماسيته قائمة على شراكة متكاملة ليس فيها صغير أوكبير وعلى الاحترام المتبادل للمصالح والقيم المشتركة.
اما في الشرق الاوسط فمن تركيا اطلق نداءً لمساعدته في حل صراعات المنطقة لتعزيز الديمقراطية، ومن مصر خاطب العالم الاسلامي برسالة مصالحة شهيرة ستشكل ميزاناً حساساً للقادم من دبلوماسيته ووعوده ثم بادر باعادة ماقطعه سلفه من اللادبلوماسية مع سورية التي أقر بمحوريتها في الشرق الاوسط.
أيام قليلة ويحط أوباما في موسكو في زيارة تبلغ ذروتها بطموح متبادل في الاتفاق على الخفض النووي والقضايا الدولية والاقليمية والشراكة بينما تقف الدرع الصاروخية عثرة كأداء في الطريق.
موسكو التي رحبت بقدوم أوباما، تأمل وتعمل أن تأخذ العلاقات شكلاً جديداً بعيداً عن التفرد ويمكن الوثوق به على أن تتوافر فيه المصداقية حسب ما أعلن رئيسها ميدفيديف؟!
والمصداقية موقف لا تنتظره روسيا فقط بل العالم الذي انهكه التفرد والهيمنة وسباق الرعب النووي الذي كان التخلص منه حلماً منذ ايام الرئيس ريغان في قمة ريكيافك عام 1986.
ومن أوروبا اكد اوباما التزامه بخلاص العالم من الاسلحة النووية ولكنه كان من الفطنة ان «حذر بأن هدفاً كهذا لن يتحقق وأنا لم أزل على قيد الحياة ».
ابقاء الهيمنة مرادف لفشل الخفض ليس النووي فقط وازدواجية المعايير مرادف آخر سيبقي العالم يغلي، خاصة في الشرق الاوسط الملغوم بترسانة نووية اسرائيلية تجعل أوباما لن يشهد سلامه طالما بقي رئيساً في البيت الابيض؟!.