اخر استطلاع للرأى) . وللتذكير واحد من اصل خمسة اميركيين يعتبرون سياستها غير صائبة ..القادة الكبار فيها امثال رايس وديك تشيني مطلوبان للاستجواب في الكونغرس حول اخفاء حقائق بشأن مبررات الحرب على العراق ويرفضان ذلك وعلى مايبدو ان هذه السلسلة ستكون طويلة مع استدعاء الكونغرس لجورج تنيت رئيس الاستخبارات الاميركية وكولن باول وزير الخارجية لنفس الموضوع .
وفي المقلب الاخر روائح الفساد تنبعث من كل مكان فحدث ولا حرج وهاهو بول ولفويتز الذي تغنى بنزاهته بوش طويلا يخضع للتحقيق في البنك الدولي.ما يستشف من ذلك ان هذه الادارة ليست متسلطة وفاسدة(وووو...)فحسب بل هي بالمعيار الديمقراطي خارجة على القانون الاميركي وتضع مصالح بلادها وارواح ابنائها على كف عفريت .
من الواضح ان الرئيس جورج بوش الذي يتساقط اعوانه فردا تلو الاخرمن الذين عملوا معه طوال الفترة الماضية لم يعد لديه اي انجاز كبير اوصغير يستطيع من خلاله مواجهة الانتقادات الشديدة الموجهة اليه من اكبر مؤسستين تشريعيتين (النواب والشيوخ) ولذلك يعيد اجترار نفس التصريحات الممجوجة عن الديمقراطية في بعض الدول التي تعترف بتواضع ديمقراطياتها لاسباب تخصها متهربا من مواجهة عواقب الفشل الذي يلاحق سياساته في كل مكان .
الاختلاف مع أميركا لم يعد حالة استثنائية بل عامة بدءا من الحديقة الخلفية اميركا اللاتينية و مرورا باوربا ومنطقة الشرق الاوسط وانتهاء بروسيا التي جمدت بالامس عضويتها في اتفاقية الاسلحة التقليدية ردا على اصرار هذه الادارة بنشر (الدرع الصاروخي )في القارة الاوروبية واعادة عسكرة هذه المنطقة من جديد .
على ما يبدو ان هذه الادارة لم تقتنع بعد بأن ظروف اليوم اختلفت كثيرا عن مثيلاتها في تسعينات القرن المنصرم ودلالة ذلك اما جهل بالحقائق اوناجم عن غطرسة وتكبر ورفض للحوار و(على الاغلب الاثنان معا ) حيث يسجل لهذه الادارة سبقا في كلا الحالتين لم تشهده اميركا من قبل .