وتؤكد الحقائق أننا لم نحسن التخطيط لبناء شبكة مواصلات آمنة تعتمد الأسس العلمية والهندسية المعروفة في جميع دول العالم, وغالبا ما نرى كل عقدة طرقية تختلف عن الأخرى في حين تتشابه العقد الطرقية والجسور والتحويلات المتفرعة عنها في أنحاء العالم, إذ تتبع نظام السير نحو اليمين دوما ولا يضطر سائق أي مركبة للتفكير في الطريقة التي يسير فيها.
وهكذا فإن وجود شبكة مواصلات طويلة لم يضع أو يحد من مخاطر الحوادث الناجمة عن سوء التخطيط والدراسة والتنفيذ.
وفي المقابل فإن النقل السككي قد تراجع بصورة ملحوظة خلال العقود الأخيرة علما بأنه يبقى الشكل الأكثر أمانا ما بين وسائل المواصلات البرية.
ويبدو من المفيد في التوجهات المستقبلية إيلاء هذا الميدان اهتماماً متزايدا, فهناك مناطق إنتاج واستثمار واعدة في دير الزور والجزيرة السورية عموما, الأمر الذي يستدعي وجود شبكة مواصلات أكثر أمنا تبعد شبح الخوف من الحوادث المتزايدة على طريق دمشق-تدمر-دير الزور-الميادين والحسكة.
وليس بخاف على المعنيين أن هذه الوسائل هي الأكثر أمنا وقدرة على نقل المسافرين والبضائع واحتياجات الشحن وغيرها, ولا يمكن لارتفاع التكاليف أن تكون سبباً مانعاً من إعطائها الأولوية بين شبكة المواصلات البرية, وفوق هذا وذاك فإنها تمثل عامل ارتباط اجتماعي يسهم في توزيع مراكز العمل وإبعادها عن المدن والتجمعات السكانية الكبرى نتيجة ظهور تجمعات سكانية جديدة لخدمة محطات القطارات, فهل أسمعت عقلاء?!.