نذكر من بينها صورة لسيادته يزرع شجرة في ظاهر المدينة تكررت أكثر من مرة .
للرئيس الأسد أكثر من حالة عرفها الناس يمارس فيها استراحة مواطن عادي .. جلوس في حديقة .. مشوار على رصيف .. وجبة في مطعم برفقة اسرته .. جولة في سوق .. و إذ سيادته يزرع برفقة السيدة قرينته , ياسمينة في دمشق , هي الصورة الحلوة الجميلة تتكرر مرة أخرى..
عنوان من مجموعة عناوين تختصر كلها البحث عن ( دمشق الجميلة )هي الحقيقة التي كدنا ننساها ..صحيح إنها دمشق الثورة .. إنها دمشق قلب العروبة النابض .. إنها دمشق العروبة .. إنها .. لكن.. من الضروري جداً ألا ننسى ( دمشق الجميلة ).
دمشق جميلة ,, خلقها الله جميلة .. استمرت طويلاً جميلة .. تحدت الغزوات و الاعتداءات و الاوغاد وظلت جميلة .. و يوم اشتدت الحاجة للجمال تراجع جمال دمشق!! و كي تتألق مدينتنا و تزداد جمالاً لا بد أن نعترف أن جمالها تراجع ..
من الخطأ أن نختصر المسألة بحكاية الغوطة ..
من الخطأ أن نختصرها بدمشق القديمة .. ليست دمشق القديمة جميلة إن كانت دمشق الجديدة , دمشق الحديثة ليست جميلة .. من الخطأ أن نختصرها بمعرض للزهور أو متحف للتاريخ .. من الخطأ أن نختصرها بأرقام موهومة عن سياحة مزعومة..
دمشق كل ذلك و أكثر منه .... أعني : يجب أن تكون .. و أقول بصراحة هي ليست كذلك اليوم على الأقل..
لذلك أدعوكم لنفهم معنى غرسة الياسمين وزرع الشجرة و التجول على أرصفة وفي حدائق و الاستراحة في مقهى أو مطعم..
ليس هناك جمال يسبب للروح العذاب ..
الجمال تفهمه عندما يسبب لروحك الانتعاش و الهدوء و الصفاء .. و هذا لن يحدث و أنت تقفز من رصيف محفور إلى آخر يرصف .. و تمر من شارع يبنى إلى آخر يهدم .. و تصادف سيارة تتوسد الرصيف و بسطة تختال في الشارع .. و محلاً تجارياً يهتك عرض الطريق .. و آخر لا يعتذر منك أن بللك و هو (يشطف ) أمام محله .. و أ تحدى .. أتحدى .. أن يكون في دمشق كلها , أقول : كلها .. شارع واحد مستريح و يريح ..
أعني مستريح إذ لا حفر فيه و لا تنقيب و لا بسطة على رصيفه و لا سيارة .. و لا معتد على جواره و لا مرتكب .. أتحدى أين يكون مثل هذا الشارع موجوداً .. ?! أين .?!
أبو رمانة .. المالكي .. بغداد .. اتوستراد المزة .. أين ?!
ثم .. أسألكم .. و أسال بشكل خاص نقابة المهندسين مشجعة البطالة .. التي تتقاسم الرسوم و توزعها على المكاتب الهندسية بموجب مساحة أمتار مفترضة دون أن يكون فيها من يعمل .. النقابة التي تتقاضى نصيباً عن كل بناء في كل سورية دون أي فائدة تقدمها .. أسألها هل فكروا يوما عوضاً عن الرسوم التي يأخذونها دون مقابل أن تكون مقابل دراسة شكل البناء و هندسته و انسجامه مع النسيج العام و الحدائق فيه .. و الجماليات التي بجب أن يحتويها.
الجمال يأتي من عشق المدينة.
تحية للأيدي التي تزرع ياسمينة ..
تحية للذين يشعرون المواطنين بجمال أن تمار س حياة حلوة في بلدك .. تحية للذين يؤكدون حبهم للمدينة السورية ..
تحية للذين يجرؤون فيقولون .. نريد جمال المدينة بل نريد استعادة جمال المدينة .. نريد استعادة الياسمين ..