تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اللغة المزدوجة

البقعة الساخنة
الأحد 30/4/2006
أحمد ضوا

لم يعد سراً لجوء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى اتباع لغة مزدوجة في التعاطي مع القضايا اللبنانية والعربية ويسجل عليه العديد من الملاحظات وعلامات الاستفهام في تفسيره لاحقاً لما يطلق من تصريحات ومواقف خاصة خارج لبنان.

فبعد كل جولة خارجية يحتاج السنيورة وفريقه لتجنيد محطات لبنانية وعربية لتوضيح حقيقة مواقفه وما يزعم أنه كان يريد التعبير عنه دون أن يسأل هو وفريقه لماذا تكرر حدوث ذلك الأمر معه دون غيره?!.‏

من الخطأ الاعتقاد أن اللجوء إلى أساليب التشويه والتلطيف يمكن أن يحجب الحقائق والأسباب الكامنة وراء هذه التصريحات المزدوجة والمتناقضة بين اليوم والآخر وكان من المفروض برئيس الحكومة اللبنانية بعد عودته من واشنطن أن لا ينشغل بتفسير مواقفه وتصريحاته بل بإعلام الشعب اللبناني عن ردود الرئيس بوش على مطالبه بانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا ووقفها للانتهاكات اليومية والمتكررة للسيادة اللبنانية وإفراجها عن الأسرى والمعتقلين اللبنانيين وكشفها خرائط الألغام.. الخ, التي وعد شعبه بطرحها على الرئيس الأميركي ومسؤوليه قبل توجهه إلى مضاربهم.‏

مع الأسف في واشنطن تغيرت أجندة السنيورة كلياً واستبدلت بأخرى لم يعلن عنها قبل الزيارة تسهم في زيادة الإنقسام داخل المجتمع اللبناني وتوتير العلاقات مع سورية.‏

فالصمت لف تصريحات السنيورة حول كل المطالب التي تتعلق بإسرائيل والمرتبطة بالشأن الاقتصادي وبدلاً من اعترافه بفشله في إقناع المسؤولين الأميركيين بالانصات إلى مطالب بلاده أطلق تصريحات ومواقف ليست في مكانها ولا زمانها سواء المرتبطة منها بالتحقيق الدولي باغتيال الحريري أو بالعلاقة السورية اللبنانية أو بمواضيع الحوار اللبناني الذي يراوح مكانه جراء ارتباط مشروعات بعض أطرفه بالأجندة الأميركية في المنطقة.‏

واهم السنيورة إذا كان يعتقد أن هناك مواطناً سورياً يقتنع بما يدعيه عن حرصه لإقامة علاقات أخوية ومتكافئة مع سورية مهما تلاعب في اختيار الكلمات والجمل العاطفية.‏

فليس هناك من عاقل يستطيع تفسير قوله بعدم اتهام سورية بمقتل الحريري وبنفس الوقت حديثه من على منبر أميركي بتهديدات سورية للحريري.‏

لقد بات واضحاً أن الوصاية الأجنبية على لبنان لا تريد تحسن هذه العلاقات ومع الأسف تستجيب بعض الأطراف اللبنانية لهذا الأمر وتزامن تصريحات السنيورة مع التسريبات الصحفية حول مشروع قرار فرنسي أميركي ضد سورية إضافة إلى حملة الاتهامات الجديدة في بعض وسائل الإعلام تكشف عن الترابط بين التحركين.‏

أبرز تجليات هذا الموقف العجز في الداخل.‏

إن سورية لن ترضخ للابتزاز والضغوط واستقواء الآخرين بالخارج والتعامل معها بهذه اللغة لن يجدي نفعاً فمواقفها واضحة وعلى الآخرين تحمل مسؤولياتهم والكف عن استخدام الكلمة المزدوجة.‏

تعليقات الزوار

رافت حسين عيسى |  raafet2006@hotmail.com | 30/04/2006 15:47

عزيزى احمد لمازا نراهن على مواقف وتصريحات السنيورة وقد بات واضحا منز فترة انه يدور فىفلك اميركا واسرائيل ثم ازا لم يكن كزلك لما استقبل فى امريكا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 699
القراءات: 793
القراءات: 671
القراءات: 749
القراءات: 675
القراءات: 665
القراءات: 678
القراءات: 649
القراءات: 744
القراءات: 774
القراءات: 721
القراءات: 725
القراءات: 787
القراءات: 707
القراءات: 1357
القراءات: 709
القراءات: 770
القراءات: 718
القراءات: 847
القراءات: 769
القراءات: 895
القراءات: 794
القراءات: 782
القراءات: 767
القراءات: 777

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية