واذا كان من الصعب الاحاطة بهذه المخالفات مجتمعة, فانه يبدو من السهل سوق العديد من الامثلة على ذلك من العراق وفلسطين الى ايران وكوريا وكوبا وفنزويلا وغيرها .. الى نظرة الادارة الاميركية لمنظمة الامم المتحدة ووصفها لها بالتجمع الكبير للضعفاء والفقراء في العالم والتي لاينبغي الاهتمام بها .
فالادارة الاميركية تطلق كل صباح العديد من المواقف ونقيضها في الوقت الذي تتحدث فيه عن ان طرح الملف النووي الايراني على مجلس الامن الدولي يعد اختبارا جديا للامم المتحدة, تتناسى وصفها السابق لهذه المنظمة, وتتجاهل كم من عشرات المرات اجهضت خطوات وقرارات لمجلس الامن, وكم من المرات هددت وحدته بالفيتو الجائر الذي تتخذه تجاه قضايا عادلة تحظى باجماع اغلبية اعضاء المنظمة الدولية.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه رياءً عن انها تريد حلا سلميا للازمة النووية الايرانية, تسجل تحركا في الاتجاه المغاير داخل مجلس النواب الذي وافق على قانون بفرض عقوبات مشددة احادية الجانب ضد طهران والدول المستثمرة في قطاع الطاقة الايراني, بينما يتحدث مندوبها في نيويورك جون بولتون عن السعي لاستصدار قرار يجيز استخدام القوة ضد ايران.
العالم اليوم يبدو اكثر اقتناعا بان المشكلة ليست في ايران ونشاطاتها النووية السلمية وانما في اسرائيل وترسانتها واحتلالها وحماية خروجها على القرارات والقانون الدولي... والرأي العام الاميركي والعالمي بات يرفض جمع الصيف والشتاءالذي تجسده سياسة ادارة الرئيس جورج بوش تحت سقف واحد, وهو يرى ممارستها في ابوغريب وغوانتانامو ويعبر عن اشمئزازه تجاه المواقف والتصريحات والبيانات التي يصدرها البيت الابيض والخارجية حول الديمقراطية وحقوق الانسان .
واذا كان المزاج الدولي الرسمي والشعبي يعارض خيار فرض عقوبات ذكية او غير ذكية على ايران, فان اي مغامرة عسكرية اميركية اسرائيلية ضدها لن تكون مجرد نزهة, وستجر العالم الى اوضاع اكثر تعقيدا لا تحمد عقباها, وهو الامر الذي يدعو بالحاح النظم والحكومات في العالم الي تقويض افكار مروجي الحرب وردع العابثين بالامن والاستقرار العالمي .