الغباء السياسي السعودي يريد تقديم معارضة سورية «معتدلة» إلى جنيف من جمع وتفاعل تكفيريين مع وهابيين.. وعلى أساس أكثر غباء هو أن مريض زائد مريض آخر يساوي رجلاً سليماً؟
الخبث السياسي الأميركي يراهن على الغباء السعودي وعلى ما بين يديه من الغباءين التكفيري والوهابي من جهة، ومن جهة أخرى «يتنازل» فيستبدل التكفيري العسكري بالوهابي المدني.. ثم يخبرنا أنه عدّل المعارضة المتطرفة إلى معارضة علمانية ديمقراطية؟
أزمة المعارضة السورية ووفودها قائمة ومستمرة، ليس لأنها تكفيرية ووهابية ومدنية وعسكرية، بل لأنها ليست معارضة بالأصل. فإذا كانت هذه المعارضة سياسية ووطنية فهذا يعني أنها يسار ويمين ووسط.. وخلفيات أيديولوجية وبرامج سياسية، وحينئذ لا يجب أن يتحالف اليميني مع اليساري والليبرالي مع الوهابي.. فضلاً عن أنهم جميعاً سيرفضون الولاء والتبعية للخارج!
أما إذا كانت هذه المعارضة تابعة وعميلة و«قابضة مساهمة» فعليها أن تتبع أهواء مشغليها وهم مثلها كثيرون، وحينئذ، لا يجب أيضاً أن يتحالف العميل السعودي مع العميل الأميركي مع العميل القطري مع العميل التركي مع الفرنسي مع.. مع..!
المادة الكيميائية الواحدة لا تصنع تحولاً فيزيائياً، وكيمياء معارضاتنا السورية واحدة... تكفيرية وهابية أو ملتبسة، فمن أين يأتيها الاعتدال؟