لاشك ان هذا البلد الغني بثرواته الباطنية والطبيعية يعاني من مشاكل عديدة منها يعود لاسباب داخلية والاخرى وهي الاخطر خارجية بامتياز ولكن الاهم من ذلك كله ان هناك اتفاق يكاد يكون شاملا بين السودانيين على ضرورة حل الخلافات السياسية الداخلية بالحوار وهو ما يمنح السودان مزيدا من الفرص الغنية لانجاز وتطبيق الاتفاقيات الموقعة بين الاطراف السودانية في الجنوب والشرق والشمال .
الهدوء والامن الذي يلمسه الزائر لعاصمة )سلة الغذاء العربي - الخرطوم ) يعكس حقيقة توجه الشعب السوداني بقواه السياسية المختلفة لتحقيق نقلات نوعية على صعيد تحقيق المصالحة والدفع بمشاريع التنمية الى الامام التي لا زالت دون الطموح ولا سيما ان هذا البلد يستوعب استثمارات كبيرة ويمتلك امكانيات هائلة )طبيعية وغير ذلك ) للاستثمار .
وان اكثر مايتهدد هذه التوجهات السودانية تلك المشاريع الخارجية التي تعد للسودان من بعض القوى الدولية التي تسعى لتعميم )الفوضى الخلاقة )في المنطقة لاعادة تكوينها وفقا لمشاريعها الجديدة ولاجل ذلك تقوم هذه القوى مستخدمة ادواتها الاعلامية الهائلة بتضخيم الاحداث الجارية في دارفور وجنوب السودان بهدف ايجاد سبل التدخل المباشر لاهداف لم تعد سرية او غير معروفة وخاصة للسودانيين انفسهم .
فهذه الحملات الاعلامية الدولية تقوم في الكثير من جوانبها على ادعاءات وروايات غير موثقة او دقيقة واكثر ما يدحضها على ارض الواقع عدم وجود اي انعكاسات لما يشاع عن جرائم في دارفور في باقي المدن السودانية اضافة الى الحركة التجارية النشطة من العاصمة الى دارفور ولايعني ذلك عدم وجود مشكلة في هذا الاقليم الغني بثرواته الباطنية ولكن ليست بالحدود التي يتم تصويرها في وسائل الاعلام العالمية والدولية وما يؤكد ذلك ان الكثير من السودانيين لا يتعاطون مع ما يفبرك عن دارفور دوليا على الرغم من اقرارهم بان الوضع يميل نحو الخطورة جراء التدخل الدولي في شؤون السودان .