| اطلبوا التوازن ولو مع الصين...!! ثمَّ إنَّ فقد استجابت الجهات المعنية وحفظت لهذا الرجل أرضه الموروثة عن والده الشهيد ونقلت مشروع المدرسة على المخطط إلى موقع آخر.واهمس في اذن الجميع:لا يسعد الصحفي أكثر من أن يرى لكلامه وقعا ورد فعل,ولا يسعد المواطن أكثر من أن يرى رعاية المسؤولين للمواطنين فشكرا للجميع. وبنقلة واحدة الى الصين,ليس طلبا للعلم بالضرورة,بل طلبا للتجارة.. وبالحالتين تبدو الصين هي الآتية إلينا حيث تشهد دمشق دورة انعقاد جديدة لأعمال اللجنة المشتركة السورية الصينية للتعاون. علاقاتنا مع الصين تاريخية ولم تتوقف يوما ,لكنها شهدت انحسارا في بعض السنين وكان لافتا عودتها للتألق في بضع السنين الماضية. تألق العلاقات التجارية السورية الصينية,كان سريعا.. فقد انتقل التبادل التجاري بين عامي 2004 و2006 من /710/ملايين دولار إلى 1,4 مليار دولار ..أي تضاعفت رغم رقمها العالي أصلا.... الميزان التجاري راجح بشدة لصالح الصين.. صادراتنا لا تعادل عشر مستورداتنا.. الملاحظةالثالثة الهامة والأكيدة.. أن هذه العلاقات هي في طور التطور السريع والواعد والذي يمكن أن يصل إلى أرقام فلكية فعلا بالنسبة لدولة مثل سورية. أنا أتفق مع الدكتور غسان حبش معاون وزير الاقتصاد أن خلل الميزان التجاري وابتعاده الشديد عن التوازن لا يقلق.. نظرا للفرق الأكيد بين وضع البلدين: مقدرة وحجما وأسواقا...و....و..الخ.. وهناك دول عظمى يشهد ميزانها التجاري مع الصين خللا كبيرا,معروفا. لكن ...السعي إلى التوازن لا يمكن التعامل معه بنوع من التثاؤب والتسليم بقضاء الله وقدره... وليس التوازن الرقمي الهدف بل التوازن العملي... الصين بلد عظيم بأعداد هائلة من البشر.. فأن يختل الميزان التجاري بشدة لصالحه...أمر طبيعي ومفهوم حتى ولو اختل أكثر كما يتوقع الدكتور حبش.. لكن... أنا اعتقد أن هذا السوق الصيني الضخم يشكل حملا كبيرا لإمكانية زيادة الصادرات السورية.. يعني في أي مجال من مجالات الاستهلاك على مستوى الصين نستطيع أن نصل له بمنتجاتنا وسلعنا يمكن أن يشفط كل الفوائض المتوفرة وكل المنتجات المتوفرة دون أي إرباك.. طبعا هذا إن عرفنا كيف نصل بالتعاون والتفاهم مع الاصدقاء الصينيين .. وكيف ننافس بالتفاهم والتعاون مع انفسنا. أروي لكم طرفة.. فعندما بدأت تظهر ملامح في الإدارة الاقتصادية السورية للتوجه إلى الشرق وكان الشرق يومها الدول الاشتراكية والصين,أعلن البعض تخوفهم من إن يزعل الغرب وبالتالي ماذا نفعل بالقطن السوري.. وكان القطن مادة هامة في عملية التصدير.. أجاب المرحوم خالد العظم على هذا السؤال المعضلة بالقول:سنطلب من الصين أن تزيد طول اللباس الموحد فيها سنتمترا واحدا أو نصف سنتمتر?! لم يفهم المحاورون يومها رؤية خالد العظم..فجاء من حسبها لهم وتبين أن كل القطن السوري لا يكفي لزيادة اللباس الموحد الصين -في حينه-نصف سنتمتر. المهم الان الغرب زعلان أصلا ولن ينفع في موقفه منا أن نحسن علاقاتنا مع الصين.. وما صرفناه ونصرفه من أجل شراكة مع اوروبا,كان يكفينا جزء منه لتكون علاقاتنا مع الصين أفضل بكثير.. علاقاتنا مع الصين جيدة,ومتطورة بسرعة لافتة,وهذا لا يعفي أحدا من الجهد,بل وبصدق وصراحة يتطلب مزيدا من الجهد. a-abboud@scs-net.org
|
|