تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


همسات تموينية

أروقة محلية
الاثنين 3-3-2014
اسماعيل جرادات

بعيداً عن اللغط الدائر حول مسألة الغلاء وعدم تطابقه مع الدخول و ضرورة وضع الحد اللازم له من قبل الجهات المعنية، وبخاصة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك،

فإن مؤسسات التدخل الإيجابي غير قادرة على إغراق السوق بكل متطلبات الناس و بالأسعار المعقولة من جهة، وعدم قدرة هذه المؤسسات على منافسة هؤلاء التجار و الباعة كونهم يستطيعون وفي أي لحظة يريدون إغراق السوق بشتى المواد التموينية المسموح بها والممنوعة، و في ذات الوقت هم قادرون على منع ذلك من جهة ثانية..‏

طبعاً الحديث عن الأسعار و الغلاء و تأمين المواد التموينية يقودنا إلى ذكر هيئة المنافسة ومنع الاحتكار، هذه الهيئة التي تعترف بوجود قلة من التجار تحتكر السلع الأساسية، وهذه القلة مع تحفظنا على الكلمة إنما تشكل «مافيا» على حد قول رئيس الهيئة بكل ما تعنيه الكلمة، لكن طالما هناك اعتراف بوجود قلّة تحتكر وتفرض الأسعار التي تريد فما هو المطلوب من الجهات المعنية وعلى رأسها الوزارة المختصة بكل مؤسساتها لمعالجة هؤلاء المحتكرين أو لنقل ما هي الإجراءات المتخذة بحق هؤلاء المحتكرين الذين أشار إليهم رئيس الهيئة وهو باعتقادنا يعرفهم جيداً..؟!‏

المسألة إذاً ليست مجرد تبيان الأسباب لحالة أسعار المواد الموجودة في أسواقنا والمحتكرين لها وحسب، المسألة بحاجة للمعالجة الصارمة التي نريدها ألّا تقتصر على «القلّة»، لأن المحتكرين هم مجموعة تجار يسيطرون على السوق.. ويصدق من يصف هؤلاء التجار بأنهم «مافيات» المواد التموينية وهذه «المافيات» لا تنشط إلا في الأزمات لأنها تستغل حاجة الناس، ونعتقد أن اقتراح الهيئة بتدخل الدولة كتاجر كبير لكسر احتكار الأسعار من قبل القلة هو اقتراح وجيه يأتي تماشياً مع الظروف التي نعيشها للحد من الغلاء الفاحش، مع الأخذ بعين الاعتبار ضمان انسياب السلع للمستهلكين وبخاصة ذوو الدخل المحدود من خلال وضع تسعيرة تنافسية نجد من خلالها أن مؤسسات التدخل الإيجابي أصبحت ذات فاعلية في السوق من خلال وجود المواد الأساسية من جهة، والسعر المعقول من جهة ثانية..‏

في مجمل القول: إن سياسة التسعير فيما لو توفرت لها مقومات النجاح التي يأتي في مقدمتها وجود مراقبين أكفّاء يعملون بوحي من أخلاقهم ومسؤوليتهم الوطنية ستؤتي نتائج إيجابية في الحد من الغلاء المستفحل في السوق من جهة، ومنع الاحتكار من قبل التجار والباعة من جهة ثانية، ونعتقد جازمين أن التجارة الداخلية وحماية المستهلك تنتهج خطة في هذا الإطار لوضع الحد اللازم للمتلاعبين والمحتكرين وتطبيق أشد العقوبات بحقهم.‏

asmaeel001@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 اسماعيل جرادات
اسماعيل جرادات

القراءات: 771
القراءات: 774
القراءات: 742
القراءات: 807
القراءات: 802
القراءات: 769
القراءات: 841
القراءات: 810
القراءات: 786
القراءات: 798
القراءات: 839
القراءات: 821
القراءات: 823
القراءات: 754
القراءات: 837
القراءات: 914
القراءات: 880
القراءات: 862
القراءات: 900
القراءات: 1020
القراءات: 896
القراءات: 833
القراءات: 843
القراءات: 882
القراءات: 947

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية