لكن من غير الطبيعي أن تتعامل الجهات المعنية مع ذلك بكل بساطة ولا تتحرك لتطوير واقع الخدمات في القطارات على الأقل كي تحافظ على ماربحته دون أي عناء وإنما بسبب أسعار المازوت فقط !!
في المؤسسات الإنتاجية والاستثمارية التي تحترم تقاليد عملها وتحترم زبائنها وتحرص على كسب المزيد من الزبائن أو كحد أدنى والحفاظ على الزبائن الحاليين .تسعى العلاقات العامة مع إدارات هذه المؤسسات لمزيد من الخدمات المتطورة .وأكثر من ذلك تبحث عن كل الوسائل التي تعزز ثقة الناس بهذه المؤسسات وترضى عن خدماتها . إلا عندنا فالأمر يختلف تماما حيث الحق دائما على الزبون !!
نسأل هنا مؤسسة السكك الحديدية لماذا بقيت الحسكة محرومة من القطار السريع بعد أن وصل إلى جارتها دير الزور . ولا ندري إذا كانت إدارة الخطوط الحديدية تعلم بأن المسافة بين الحسكة ودمشق هي أبعد من كل المسافات بين المحافظات جميعها ودمشق , وبالتالي فإن الحسكة وأهلها بحاجة إلى اختصار المسافات الطويلة عبر الزمن الذي تستغرقه كل وسيلة من وسائل النقل . ولعل القطارات هي الملاذ الوحيد للناس بعد ارتفاع أجور النقل سواء البولمانات أو الرحلة اليومية الوحيدة للطائرة .
وبالعودة إلى القطار أيضا فثمة سؤال آخر حول الأسباب التي أدت إلى عدم تأهيل الخط الحديدي الممتد من القامشلي ودير الزور حتى دمشق . فقد كثر الحديث أكثر من مرة عن وجود مشكلة فنية في خط الحسكة- دير الزور وربما تكون هذه المشكلة هي التي حرمت الناس من القطار السريع . فهل يستمر هذا الحرمان إلى ما لا نهاية أم يتحرك أصحاب الشأن لربط القطار السريع مع الحسكة أيضا أسوة بغيرها من المحافظات !!
younesgg@ maktoob.com