تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نحن وإيران (2) *

الصفحة الاولى
الأحد 3/8/2008
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

العلاقات السورية الإيرانية هي الأكثر استقراراً وتفاهماً في المنطقة, ولها مرتبتها المتقدمة بين العلاقات الثنائية في العالم.

منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 عرف البلدان كيف يقيمان علاقات تعاون سياسية واقتصادية وثقافية, تعتمد على رغبة البلدين في خلق حالة استقرار إقليمية, تقوم على حقيقة أن دول المنطقة هي الأعلم بقضاياها والأقدر على التعامل معها.‏

والأساس الجوهري للقاء البلدين هو رفضهما كليهما لمحاولات الهيمنة على العالم وتشريعهما لمقاومة الاحتلال والسعي للسلام الحقيقي العادل الشامل.‏

العلاقات المستقرة المستمرة المتطورة بينهما لا يستطيع أن يغير فيها أويفاوض عليها إلا البلدان , ولا يساوم أي من البلدين على علاقته بالآخر, وكلاهما يتجه إلى العالم بقلب مفتوح ويد نظيفة على أساس الحوار والندية, وليس على أساس القسر والضغط والمساومة.‏

في هذا الإطار من التفاهم والتعاون تتم زيارة السيد الرئيس بشار الأسد للجمهورية الاسلامية, وفي هذا الإطار ستكون مجموعة من القضايا المهمة التي تعني المنطقة محل حوار وتداول كما كانت دائماً.. العلاقات الثنائية.. الاستقرار في المنطقة.. الأوضاع في فلسطين والعراق وغيرها من مواقع التوتر.. وبالتأكيد بينها حق إيران الأكيد في الاستفادة من الطاقة النووية كمشروع سلمي يهدف للتنمية, ولا يمكن لأحد أن يملي على سورية في علاقتها مع الآخرين.‏

أثارت الزيارة كثيراً من التعليقات والاستنتاجات بما يطرح سؤالاً عن سر هذا الاستغراب أو الاندهاش لزيارة رئاسية تتم بين البلدين.. ولذلك يصح فعلاً اعتبار الكثير مما يتم تناقله وتداوله أنه يأتي في إطار التشويش والتضليل.. وهذا ليس بجديد..‏

إن السياسة السورية في كل المواقع تنطلق من المصالح السورية وتخطها القيادة السورية.. وهي تنظر لإيران كعنصر سلام واستقرار وليست عنصر توتر.. وتفهم سورية حاجات إيران كغيرها من دول العالم للتكنولوجيا النووية وفق القانون الدولي واتفاقيات الحظر النووي ونظام عمل الهيئة الدولية للطاقة الذرية ..حيث تخصيب اليورانيوم حق مباح للجميع, وستبذل سورية جهدها لإظهار الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني بالتفاهم مع الدولة الصديقة وقيادتها.‏

علاقاتنا مع إيران استراتيجية.. أساسها السلام الذي أساسه رفض الاحتلال.. وليس أساسه المناورات على حسابه.. هكذا تتجه سورية إلى إيران, وهكذا تتجه إلى السلام والتعاون الدولي, ولا تناقض ولا تمايز ولا تباين بين هذين الاتجاهين اللذين هما اتجاه واحد.‏

إن الدور الاقليمي لسورية وإيران وكل دول المنطقة وفي مقدمتها تركيا أيضاً.. هو دور تفرضه الرؤية الواقعية لحقائق حاولت سياسة الهيمنة التي عانى ويعاني منها العالم, أن تقسرها وتمنعها من التعبير عن نفسها بأساليب شتى, لم يستثن منها التهديد العسكري المرفوض كلياً من كل دول المنطقة, ولنتذكر بيان دول عدم الانحياز الذي صدر منذ أيام قليلة في طهران.‏

الرئيس الأسد في طهران, زعيم سوري إقليمي دائم السعي لإزالة بؤر التوتر التي تخلقها سياسة الاحتلال والتهديد والعدوان والهيمنة.. وهو في طهران الشريك في سياسة التعاون والتفاهم التي استمرت قرابة الثلاثين عاماً وحتى اليوم وستدوم..لأنها تسعى للسلام والتعاون والاستقرار وهو المستقبل الذي لابد أن يكون للبشرية كلها.‏

* سبق أن نشرنا مقالاً افتتاحياً بالعنوان نفسه بتاريخ 26/5/.2008‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 03/08/2008 02:09

العلاقة الإيرانية -السورية علاقة عصية على الغاضبين والمنزعجين منها, ولايضيرها أية حملة تشويش مهما بلغت واشتدت, إنها علاقة بين نظامين وحيدين في المنطقة يجيدان قراءة مابين السطور, ويخرجان من كل فخ في كسر الظهر بصلابة الظهر.

تحية للعم أسعد عبود على المقالات الجميلة |  Mouhanna@maktoob.com | 03/08/2008 14:04

تحية للعم أسعد عبود على المقالات الجميلة ألمانيا

كمال , القامشلي |  سوريا وايران.. حلف الاذكياء | 03/08/2008 15:12

لااستطيع ان اتصور حال سوريا لو انها وقفت لوحدها عندما اتجه الصديق والعدو الى محاولة حصار سوريا وعزلها الا ان التحالف الذي قامت به القيادة السورية مع ايران في ذلك الوقت قد اعاق واوقف هذه المحاولة الفاشلة والتي ادت الى انتصار وكسب الرهان السوري باعتراف الاعداء وخجل الاشقاء .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 790
القراءات: 819
القراءات: 809
القراءات: 902
القراءات: 749
القراءات: 869
القراءات: 813
القراءات: 859
القراءات: 790
القراءات: 835
القراءات: 737
القراءات: 828
القراءات: 826
القراءات: 790
القراءات: 830
القراءات: 962
القراءات: 698
القراءات: 1006
القراءات: 1166
القراءات: 901
القراءات: 859
القراءات: 1185
القراءات: 1071
القراءات: 854
القراءات: 1013

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية