والأمر الطبيعي أيضاً أن يكون الإرهاب من وجهة نظر الغرب هو الأعمال التي تمس أمن واستقرار بلادهم وحدهم، أما ما يحصل في الوطن العربي فيعتبرونه ثورة ويقدمون له كل أشكال الدعم لأنه يحقق أطماعهم بدءاً من الإعدامات والتهجير القسري للمواطنين والاعتداء على المقدسات الدينية مروراً بتدمير الآثار والمتاحف التاريخية وصولاً إلى مسح أدمغة شعوب هذه المنطقة لتبقى مستضعفة تابعة لأولئك المستعمرين.
ولذلك نرى أن الولايات المتحدة الأمريكية عندما تعلن مع من يقف معها من الدول الاستعمارية والرجعية العربية أن الأولوية للحل السياسي قبل مكافحة الإرهاب فليس من منطلق الحرص على إيجاد الحل فعلاً وإنما تريد أن تحاول تحقيق مالم تحققه بالحرب من خلال ما تسميه الحل السياسي، متجاهلة بذلك أن مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية وفقاً لقرارات مجلس الأمن إضافة إلى تجاهلها لقضية قانونية أيضاً وهي سيادة الدولة السورية والتدخل فيها، وهذا بحد ذاته كافٍ ليؤكد أن أمريكا داعمة للإرهاب.
ولأن سورية قيادة وشعباً وجيشاً أدركت ذلك منذ البداية، فقد ركز السيد الرئيس بشار الأسد في أكثر من خطاب على مفهوم الإرهاب بوصفه المعضلة الأساسية في وجه وحدة الدولة والمجتمع ومستقبلهما، وأدرك المواطن السوري دوره ومسؤوليته في مواجهة الإرهاب من خلال الوعي الوطني والسياسي وإدراك المؤامرة التي تتعرض لها سورية والتمسك بالقيم الأخلاقية والوطنية وبالتلاحم بين المواطن والجيش وأثبت في هذه الحرب العدوانية صدق وعمق انتمائه للوطن وعياً وسلوكاً وممارسة وجسّد هذا الحب والانتماء في الدفاع المشرّف عن أرض الوطن وترابه وتقديمه التضحيات الجسام ووقوفه صفاً واحداً مع جيشنا الباسل يضاف إلى ذلك أن إرادة الحياة القوية التي عبّر عنها أبناء سورية من خلال مواصلة ومتابعة حياتهم الطبيعية الاعتيادية واستمرار العمل والإنتاج جسدت إيمانه العميق بأنه لا يمكن مواجهة الإرهاب إلا بالوحدة الوطنية والتعاون بين أبناء الوطن.
وبالمحصلة فإن الأولويات تحددها سورية قيادة وشعباً وسلم الأولويات بيد السوريين وحدهم ولذلك لاجدوى من كل الحسابات المرتبكة لأمريكا ومن يقف معها من أعداء سورية فحساب الحقل الأمريكي لم ولن يتطابق مع حساب البيدر السوري.