تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الارتبـــاك بالأولويــــات .!

كواليس
الثلاثاء 12-1-2016
يونس خلف

طبيعي أن ترتبك المواقف الأمريكية والأوروبية وتعترف به علناً، أما أصل هذا الارتباك فهو في الإشكالية المطروحة أمام المسؤولين الغربيين والسؤال الذي يطرحونه وبقي بلا جواب هو: إذا تم القضاء على الإرهاب فكيف نستطيع بعد ذلك الضغط على سورية وإرهابها كي نحقق أهدافنا فيها .؟

والأمر الطبيعي أيضاً أن يكون الإرهاب من وجهة نظر الغرب هو الأعمال التي تمس أمن واستقرار بلادهم وحدهم، أما ما يحصل في الوطن العربي فيعتبرونه ثورة ويقدمون له كل أشكال الدعم لأنه يحقق أطماعهم بدءاً من الإعدامات والتهجير القسري للمواطنين والاعتداء على المقدسات الدينية مروراً بتدمير الآثار والمتاحف التاريخية وصولاً إلى مسح أدمغة شعوب هذه المنطقة لتبقى مستضعفة تابعة لأولئك المستعمرين.‏

ولذلك نرى أن الولايات المتحدة الأمريكية عندما تعلن مع من يقف معها من الدول الاستعمارية والرجعية العربية أن الأولوية للحل السياسي قبل مكافحة الإرهاب فليس من منطلق الحرص على إيجاد الحل فعلاً وإنما تريد أن تحاول تحقيق مالم تحققه بالحرب من خلال ما تسميه الحل السياسي، متجاهلة بذلك أن مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية وفقاً لقرارات مجلس الأمن إضافة إلى تجاهلها لقضية قانونية أيضاً وهي سيادة الدولة السورية والتدخل فيها، وهذا بحد ذاته كافٍ ليؤكد أن أمريكا داعمة للإرهاب.‏

ولأن سورية قيادة وشعباً وجيشاً أدركت ذلك منذ البداية، فقد ركز السيد الرئيس بشار الأسد في أكثر من خطاب على مفهوم الإرهاب بوصفه المعضلة الأساسية في وجه وحدة الدولة والمجتمع ومستقبلهما، وأدرك المواطن السوري دوره ومسؤوليته في مواجهة الإرهاب من خلال الوعي الوطني والسياسي وإدراك المؤامرة التي تتعرض لها سورية والتمسك بالقيم الأخلاقية والوطنية وبالتلاحم بين المواطن والجيش وأثبت في هذه الحرب العدوانية صدق وعمق انتمائه للوطن وعياً وسلوكاً وممارسة وجسّد هذا الحب والانتماء في الدفاع المشرّف عن أرض الوطن وترابه وتقديمه التضحيات الجسام ووقوفه صفاً واحداً مع جيشنا الباسل يضاف إلى ذلك أن إرادة الحياة القوية التي عبّر عنها أبناء سورية من خلال مواصلة ومتابعة حياتهم الطبيعية الاعتيادية واستمرار العمل والإنتاج جسدت إيمانه العميق بأنه لا يمكن مواجهة الإرهاب إلا بالوحدة الوطنية والتعاون بين أبناء الوطن.‏

وبالمحصلة فإن الأولويات تحددها سورية قيادة وشعباً وسلم الأولويات بيد السوريين وحدهم ولذلك لاجدوى من كل الحسابات المرتبكة لأمريكا ومن يقف معها من أعداء سورية فحساب الحقل الأمريكي لم ولن يتطابق مع حساب البيدر السوري.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 يونس خلف
يونس خلف

القراءات: 590
القراءات: 738
القراءات: 645
القراءات: 576
القراءات: 701
القراءات: 608
القراءات: 712
القراءات: 645
القراءات: 707
القراءات: 736
القراءات: 713
القراءات: 744
القراءات: 649
القراءات: 648
القراءات: 832
القراءات: 696
القراءات: 777
القراءات: 637
القراءات: 812
القراءات: 604
القراءات: 668
القراءات: 757
القراءات: 648
القراءات: 837
القراءات: 668

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية